[ص ١٥٨] الصالحين ونشأ يتيما فقيرا وكان قد حضر على ابن الدائم وعمر الكرماني ، ثم سمع من ابن البخاري وطبقته ، وأكثر عن ابن الكمال ، وقرأ بنفسه ، وكتب بخطه الكثير ، وعني بالحديث ، وتفقه وبرع وأفتى ومهر في العربية وتصدى للاشغال والافادة ، واشتهر اسمه مع الديانة والورع والزهد والاقتناع باليسير ، ثم بعد موت القاضي تقي الدين سليمان ورد تقليده القضاء في صفر سنة ست عشرة عوضه فتوقف في القبول ، ثم استخار الله وقبل بعد ان شرط الا يلبس خلعة حرير ولا يركب في المواكب ولا يقتني مركوبا فأجيب الى ذلك ، ولما لبس الخلعة بدار السعادة خرج بها ماشيا الى الجامع ومعه الصاحب وجماعة من الاعيان مشاة فقرىء تقليده ، ثم خلعها وتوجه الى الصالحية.
قال الذهبي في معجمه المختص : برع في المذهب والعربية أقرأ الناس مدة على ورع وعفاف ومحاسن جمة ، ثم ولي القضاء بعد تمنع وشكر وحمد ولم يغير زيه ولا اقتنى دابة ولا أخذ مدرسة واجتهد في الخير وفي عمارة اوقاف الحنابلة انتهى.
وكان من قضاة العدل مصمما على الحق لا يخاف في الله لومة لائم ، وهو الذي حكم على ابن تيمية بمنعه من الفتيا بمسائل الطلاق وغيرها مما يخالف مذهب احمد ، وقد حدث ، وسمع منه جماعة ، وخرج له المحدثون تخاريج عدة ، وحج ثلاث مرات ، ثم حج رابعة فمرض في طريقه بعد رحيله ثم منّ العلي فورد المدينة النبوية يوم الاثنين ثالث عشري ذي القعدة سنة ست وعشرين وسبعمائة وهو ضعيف ، فصلى في