المسجد وصلى وسلم على النبي صلىاللهعليهوسلم وكان بالاشواق الى ذلك في مرضه.
ثم مات عشية ذلك اليوم ـ وقيل من اواخر الليلة المقبلة ـ وصلي عليه بالروضة ودفن بالبقيع شرقي قبر عقيل رضياللهعنه ، وتأسف أهل الخير لفقده.
* * *
ومنهم ـ احمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة ، الشيخ العلامة جمال الاسلام صدر الأئمة الاعلام شيخ الحنابلة قاضي القضاة شرف الدين بن قاضي القضاة شرف الدين الخطيب المقدسي الاصل ثم الدمشقي المعروف بابن قاضي الجبل.
مولده على ما كتبه بخطه في الساعة الاولى من يوم الاثنين تاسع شعبان سنة ثلاث وتسعين وستمائة كان من اهل البراعة والفهم متفننا عالما بالحديث وعلله والنحو واللغة والاصلين والمنطق وكان له في الفروع القدم العالي ، قرأ على الشيخ تقي الدين بن تيمية عدة مصنفات في علوم شتى منها : المحصل للرازي ، وأفتى في شبيبته ، واذن له في الافتاء الشيخ تقي الدين وغيره ، وسمع في صغره من اسماعيل الفراء ومحمد بن الواسطي ، ثم طلب بنفسه بعد العشر وسبعمائة فسمع من القاضي تقي الدين سليمان ، واجازه والده والمنجا التنوخي وابن القواس وابن عساكر ، وخرج له المحدث شمس الدين مشيخة عن ثمانية عشر شيخا حدث بها ، ودرس بعدة مدارس ، ثم طلب في آخر عمره الى مصر ليدرس بمدرسة السلطان حسن ، وولي مشيخة سعيد السعداء ، واقبل عليه اهل مصر واخذوا عنه ، ثم عاد الى الشام واقام بها مدة يدرس ويشغل ويفتي ، ورأس على أقرانه الى ان ولي القضاء بعد قاضي القضاة جمال الدين المرداوي في رمضان سنة سبع وستين ، فباشره مباشرة لم يحمد فيها ، وكان عنده مداراة وحب للمنصب ووقع بينه وبين