بالمسمارية وغيرها ، واستنابه قاضي القضاة شرف الدين ابن قاضي الجبل باشارة قاضي القضاة تاج الدين السبكي ، قال الشيخ شهاب الدين بن حجي : نشأ في صيانة وديانة سمع شيئا من الحديث ومات معزولا وكان رئيسا نبيلا لم يبق من الحنابلة أنبل منه ، وكان حسن الشكل كثير التواضع والحياء ، لا يمر بأحد الا ويسلم عليه ، وكان كثير الاحسان والاكرام قليل المداخلة لامور الدنيا.
توفي يوم الاثنين ثالث عشر رجب سنة ثمانمائة بمنزله بالصالحية مطعونا وانقطع ستة أيام ، وصلي عليه بعد الظهر بجامع الافرم ، تقدم في الصلاة عليه الشيخ علي بن ايوب ودفن بداره ، وشيعه جماعة كثيرون ، وقد كمل خمسين سنة الا شهرا ويومين.
* * *
ومنهم ـ محمد بن أحمد بن محمود الصالحي الشيخ الامام العلامة قاضي القضاة شمس الدين النابلسي.
تفقه على الشيخ شمس الدين بن عبد القادر وقرأ عليه العربية وأحكمها ، ثم قدم دمشق بعد السبعين وقاضي الحنابلة علاء الدين العسقلاني ، واستمر في طلب العلم وحضر حلقة قاضي القضاة بهاء الدين السبكي ، ثم جلس في الجوزية يشهد ، واشتهر أمره وعلا صيته ، وكان له بها معرفة تامة وكتابة حسنة ، وقصد في الاشتغال ولم يزل يترقى حتى سعى على قاضي القضاة علاء الدين بن المنجا لامر وقع بينهما ، فولي في ربيع الآخر سنة ست وتسعين وسبعمائة ، ووقع له العزل والولاية مرات ، وكانت له حلقة لاقراء العربية بحضرة الفضلاء ، وقيل انه درس بدار الحديث الاشرفية الحنبلية ، وله حرمة عظيمة وابهة زائدة ، لكن باع من الاوقاف كثيرا.