غير أنّه لم يثبت نسخ كلّ شريعة لاحقة لما تقدمها.
فذا هو عيسى بن مريم يبيّن الغاية من بعثته بقوله : ( قَدْ جِئْتُكُم بِالحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) ( الزخرف ـ ٦٣ ).
فإنّ معنى ذلك أنّ المسيح جاء مبيّناً لا ناسخاً لما تقدمه من الشرائع.
الوجه الخامس :
هم الذين اُمروا بالجهاد والقتال وجاهدوا في الدين. نقل عن السدي والكلبي (١).
وهذا لوجه ينطبق مع بعض المعاني المتقدمة خصوصاً الثالث.
الوجه السادس :
إنّ العزم بمعنى الوجوب والحتم واُولوا العزم من الرسل هم الذين شرعوا التشريع وأوجبوا على الناس الأخذ بها والانقطاع عن غيرها وخصهم القائل بأربعة أعني نوحاً وهوداً وإبراهيم ومحمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
وهذا المعنى مبني على كون العزم بمعنى الحكم والشريعة مقابل الرخصة وهو الذي يؤيده بعض الروايات المروية عن أهل البيت عليهمالسلام وقد روي في العيون عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : « إنّما سمّي اُولوا العزم اُولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع وذلك أنّ كلّ نبي كان بعد نوح كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل » (٣).
الوجه السابع :
المقصود هم الرسل الثمانية المذكورون في قوله سبحانه : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا
__________________
(١) و (٢) مجمع البيان ج ٥ ص ١٩٤.
(٣) العيون ج ١٢ الباب ٣٢ ص ٨٠ ونور الثقلين ج ٥ ص ٢٢.