والناس لا يحصون عليهم أقوالهم ، ولا يبحثون عن حيلهم وتلبيساتهم ، وإنّما يذكرون بعض ذلك إذا اقتضته الحال ، كتشنيع أبي تمام على المنجمين في زعمهم أنّ عمورية لا تفتح إلاّ عند نضج التين والعنب في قصيدته المعروفة التي مطلعها :
السيف أصدق أنباء من الكتب |
|
في حده الحد بين الجد واللعب |
إلى أن يقول :
سبعون ألفاً كآساد الشرى نضجت |
|
جلودهم قبل نضج التين والعنب |
على أنّ دأب المنجمين هو أن يعبّروا عمّا يتوقعون من أحداث المستقبل بآرائهم وبقرائن الأحوال وأخبار الصحف الدورية ، برموز وكنايات واشارات يفسرون بها الوقائع بأهوائهم ، وأمّا ما يعرفه الفلكيون بالحساب كالخسوف والكسوف ومطالع الكواكب ومغاربها فليس من التنجيم المحرم ولا من علم الغيب في شيء (١).
__________________
(١) راجع المنار ج ١ ص ٢٠٤ ـ ٢٠٥.