يستهدفون إلاّ منع خروج المسلمين من الاُمية إلى العلم ، ومن الوثنية إلى التوحيد ، وهم يحسدونهم في ذلك حباً في دوام امتيازهم عليهم.
وقد قرر القرآن هذه الحقيقة منذ أربعة عشر قرناً غير أنّا نحسها في يومنا هذا بوضوح ، فإنّ من مخططاتهم تقويض الأخلاق عند الغير ، لأضعافه والسيطرة عليه ، وهل الإباحية والخلاعة إلاّ أحد مخططاتهم التي تتجلى في الأفلام السينمائية والمرابع والحانات وحتى في الساحات العامة.
وفسره سبحانه في آية اُخرى وقال : ( وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( المائدة ـ ٦٢ ).
ملاحظة :
هذه هي الأخبار الغيبية الواردة في القرآن ولم نعرضها على وجه التفصيل والاستقصاء ، وإنّما جئنا بها على وجه الاجمال وفي ما ذكرناه غنى وكفاية.
قل لي بربّك هل انخرم واحد من تلكم الأخبار أو تخلّف ، أو كلّها غيب تحققت في المستقبل ، كما أنّ ما سألوا عنه حول أصحاب الكهف وذي القرنين والروح غيب أما تحقق في الماضي أو جار فيه ، وفي الحال كما في السؤال عن الروح وقد أجابهم عن ما سألوه ولم يكن عنده شيء يستند إليه سوى الوحي ، ولم يكذّبوه فيما حدثهم.
وكل واحد من هذه الانباء معجزة كبرى ولو عددت كل ما ورد في الكتاب من الانباء الغيبية على أقسامها ، تبين لك عدد تلكم المعجزات ، ويزيدك اعجاباً بها إذا وقفت على أنّ المتحدث بها اُمّي ربيب البادية لم يحضر على أحد في شيء من تلكم الأخبار والمغيبات.
ويزيدك اعجاباً أكثر أنّ انجيل « متى » تنبّأ بأمر واحد حول المسيح وهو أنّه يبقى مدفوناً في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ، ولكن ما برح انجيل « متى » أن كذّب في