والصّديق ينقسم إلى أقسام : إلى نبيّ وإمام، وصالح ليس بنبيّ ولا إمام؛ فالأوّل كقوله تعالى : (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ)،١ وكقوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا).٢
والثاني كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).٣
والمراد بالصّادقين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، قال ابن عبّاس : عليّ عليهالسلام سيّد الصّادقين.٤ وقد روى جمع غفير من الأعلام والحفّاظ بأسانيدهم وطرقهم عن ابن عبّاس بعدّة طرق أنّ هذه الآية (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) يعني عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
وعن أبي ليلى، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل ياسين الّذي قال : (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)، وحِزْقيل مؤمن آل فرعون الّذي قال : (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ)، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم.٥
_______________________
١ ـ يوسف / ٤٦.
٢ ـ مريم / ٥٦.
٣ ـ التوبة / ١١٩.
٤ ـ نهج الإيمان ٥١٧؛ المناقب للخوارزميّ ٢٨٠؛ تفسير الدرّ المنثور ٣ / ٢٩٠؛ تفسير الحبريّ ٢٧٥؛ تفسير الثعلبيّ ٥ / ١٠٩؛ نظم درر السمطين ٩١؛ شواهد التنزيل ١ / ٣٤١ ـ ٣٤٥؛ فرائد السمطين ١ / ٣٧٠، وللمزيد من التفاصيل يمكنك مراجعة المصادر المذكورة في : إحقاق الحقّ وتعليقاته في الجزء الثاني ١٧٨ ـ ١٨٠، والجزء الثالث ٢٩٦.
٥
ـ تفسير الثعلبيّ ٨ / ١٢٦؛ تفسير القرطبيّ ١٥ / ٢٠، فردوس الأخبار ٢ / ٥٨١؛ الصواعق المحرقة ١٢٥؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٣٣؛ المناقب للخوارزميّ ٣١٠؛ تاريخ