يا محمّد، لقد خرجت إليّ كأنّك فتى، فقال صلىاللهعليهوآله : نعم يا أعرابي، أنا الفتى، ابن الفتى، أخو الفتى، فقال : يا محمّد، أمّا الفتى فنعم، وكيف ابن الفتى وأخو الفتى؟ فقال : أما سمعتَ قول الله عزّ وجلّ يقول (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)١ فأنا ابن إبراهيم، وأمّا أخو الفتى فإنّ منادياً نادى مِن السّماء يوم أُحد : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ، فعليّ أخي وأنا أخوه.٢
وقال محمّد بن يوسف الزرنديّ الحنفيّ : وهاجت في ذلك اليوم ريح شديدة فسمعوا هاتفاً يقول :
لا سيف إلّا ذو الفقار |
|
ولا فتى إلّا عليّ |
فإذا نَدَبتُم هالكاً |
|
فابكوا الوفيّ أخا الوفيّ |
وأنشد الخطيب ضياء الدّين أخطب خوارزم :
أسدُ إلالٰه وسيفُه وقناتُه |
|
كالظفر يوم صِيالِه والنابِ |
جاء النّداءُ من السّماء وسيفُه |
|
بدم الكُماةِ يلحّ في التَّسكابِ : |
لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتًى |
|
إلّا عليّ هازم الأحزابِ |
فكان هذا السيف لمنبّه بن الحجّاج السهميّ، كان مع ابنه العاص بن منبّه يوم بدر، فقتله عليّ عليهالسلام وأتى به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً بعد ذلك، فقاتل به دونه يوم أُحد.
ويروى أنّ بلقيس أهدت لسليمان عليهالسلام سبعة أسياف كان ذو الفقار منها. وقد جاء من رواية عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أنّ جبرئيل عليهالسلام أتى النّبيَّ صلىاللهعليهوآله وقال له : إنّ صنماً باليمن معفر في الحديد، فابعث إليه فادقُقه وخذ الحديد. قال : فدعاني وبعثني إليه، فذهبت إليه فدقَقْت الصنم
_______________________
١ ـ الأنبياء / ٦١.
٢ ـ معاني الأخبار ١١٩.