سلمة : هذا عليّ بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي. يا أمّ سلمة، هذا عليّ أمير المؤمنين وسيّد المسلمين، ووعاء علمي، ووصيّي، وبابي الذي أُوتىٰ منه، أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في المقام الأعلىٰ، يقتل القاسطين والنّاكثين والمارقين.
وفي هذا الحديث دلالة على أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله وعد عليّاً عليهالسلام بقتل هؤلاء الطوائف الثّلاث، وقول الرسول حقّ ووعده صدق، وقد أمر صلىاللهعليهوآله عليّاً بقتالهم ـ إلى أن قال : ـ قلت : معنى قوله : «النّاكثين» : قتاله يوم الجمل، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لنسائه : أيّتكنّ صاحبة الجمل الأدبَب؟ تجيء حتّى تنبحها كلاب الحَوأب وتنجو بعد ما كادت.
وأخرج ابن خذيمة في الجزء الثّالث من مسنده عن قيس، أنّ عائشة لمّا أتت على الحَوأب، سمعت نَبحَ الكِلاب قالت : ما أظنّني إلّا راجعة، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لنا، أيّتكنّ الّتي تنبح عليها كِلاب الحَوأب؟
وقتاله القاسطين يوم صفّين، والمارقين أصحاب النّهروان وهم الخوارج الّذين مرقوا عن الدّين، وفارقوا الجماعة، واستباحوا دماء أهل الإسلام وأموالهم.١
وعن الفقيه الشّافعيّ في مناقبه : عن عامر بن واثلة قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في البيت يوم الشورى، فسمعت عليّاً يقول لهم : لَأحْتَجَنّ عليكم
_______________________
١ ـ كفاية الطالب ١٤٥ ـ ١٤٨؛ تاريخ بغداد ٩ / ١٨٥؛ تاريخ الطبريّ ٣ / ٤٨٥؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٤٠؛ مسند أحمد بن حنبل ٦ / ٩٧؛ كنز العمّال ٦ / ٨٣؛ الإمامة والسياسة ٥٠؛ حلية الأولياء ٢ / ٤٨؛ مجمع الزوائد ٩ / ٢١٣، وفيه : التقى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام والزبير بن العوّام يوم الجمل، فقال عليّ عليهالسلام للزبير : إن لم تقاتل معنا فلا تُعن علينا، فقال الزبير : أتحجب أن أرجع عنك؟ قال : نعم.