الخوارج وأهل حروراء والنهروان، فقاتل وقتل حسب ما وصفه به رسول الله صلىاللهعليهوآله.١
وقال النّسائي بإسناده : إنّ أبا سعيد الخُدريّ يروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في قوم يخرجون من هذه الأمّة، فذكر مِن صَلاتهم وزكاتهم وصومهم، يمرقون مِن الإسلام كما يَمرق السهم من الرميّة، لا يجاوز القرآنُ تراقيهم، يخرجون في فرقة من النّاس، يقاتلهم أقرب النّاس إلى الحقّ.٢
وعن ابن الأثير قال : في حديث الخوارج : يقرأون القرآن، لا يجاوز تراقيهم. التراقي : جمع تَرْقُوَة، وهي العظم الّذي بين ثغرة النحر والعاتق، وقيل المعنى إنّهم لا يعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته، فلا يحصل لهم غير القراءة...٣
وقال النسائيّ بإسناده : عن زِرّ بن حُبيش أنّه سمع عليّاً عليهالسلام يقول : أنا فقأتُ عين الفتنة، ولولا أنا ما قوتل أهل النهروان وأهل الجمل، ولولا أنّي أخشى أن تتركوا العمل لأخبرتكم بالّذي قضى الله عزّ وجلّ على لسان نبيّكم صلىاللهعليهوآله لمن قاتلهم مُبصراً لضلالتهم، عارفاً بالهدى الّذي نحن عليه.٤
وعن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو آخذ بضبع عليّ عليهالسلام يوم الحُدَييّة وهو يقول : هذا أمير البَرَرَة، وقاتل الفَجَرَة، منصور مَن نصره ،
_______________________
١ ـ مطالب السؤول ١٠٤ ـ ١٠٦.
٢ ـ خصائص النسائيّ ٢٣٦؛ صحيح مسلم ٢ / ٧٤٦، رقم ١٥٣، من كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم؛ السنن الكبرى للبيهقيّ ٨ / ١٧٠، كتاب أهل البغي؛ دلائل النبوّة للبيهقيّ ٦ / ٤٢٤، باب ما جاء أخباره أنّ مارقة تمرق...
٣ ـ النهاية ١ / ١٨٧.
٤ ـ خصائص النسائيّ ٢٦٢؛ حلية الأولياء ٤ / ١٨٦؛ ٦ / ٢١، وقد جمع ابن كثير في البداية والنهاية طرق هذا الحديث بصورة مفصّلة وأوردها على التفصيل في ٧ / ٢٨٩ ـ ٢٩٤.