وفيه : أنّه يكفي في صدق الاستقرار عدم التزلزل والاطمئنان فهو في مقابل الشّك ، وفي مقابل من يقول باللّسان ولا يعتقد في القلب ، وهو واضح.
الخامس : ما رواه في «الكافي» (١) عن أبي الحسن موسى عليه الصلاة والسلام «قال : يقال للمؤمن في قبره : من ربّك؟ فيقول : الله. فيقال له : ما دينك؟ فيقول الإسلام. فيقال له : من نبيّك؟ فيقول : محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. فيقال : من إمامك؟ فيقول : فلان. فيقال : كيف علمت : ذلك؟ فيقول : أمر هداني له وثبّتني الله عليه. فيقال له : نم نومة لا حلم لها ، نومة العروس. ثمّ يفتح له باب الى الجنّة فيدخل عليه من روحها وريحانها ، فيقول : يا ربّ عجّل قيام السّاعة لعليّ أرجع الى أهلي ومالي. ويقال للكافر : من ربّك؟ فيقول : الله. فيقال : من نبيّك؟ فيقول : محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. فيقال : ما دينك؟ فيقول : الإسلام. فيقال : من أين علمت ذلك؟ فيقول : سمعت النّاس يقولون فقلته. فيضربانه بمرزبة (٢) لو اجتمع عليه الثّقلان الإنس والجنّ لا يطيقوها. قال عليهالسلام : فيذوب كما يذوب الرّصاص». الحديث.
والتّحقيق أن يقال : إنّ المراد بالمؤمن في هذا الحديث من آمن بقلبه واعتنى
__________________
(١) «الكافي» ٣ / باب ٨٨ ح ١١.
(٢) من زرب ، ويقال أيضا : الإرزبة كما في الحديث : «مثل المنافق كمثل الإرزبة المستقيمة لا يصيبه شيء حتى يأتيه الموت» هي بالكسر مع التّثقيل ، عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر ، وفي لغة «مرزبة» بميم مكسورة مع التّخفيف ، والعامة تثقل مع الميم ، وفي «شرح المصابيح» للبيضاوي : انّ المحدثين يشدّدون الباء من المرزبة والصّواب تخفيفه ، ومنه حديث ملكي القبر : «فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله من دابة إلّا يذعر لها ما خلا الثّقلين» كما في «مجمع البحرين» مادة زرب.