«أن عبد المطلب علّق الغزالين في الكعبة ، فكان أول من علق التعاليق».
قال : ثم ان الغزالين سرقا من الكعبة ، وبيعا على بعض تجار قدموا مكة بخمر. وقد ذكر أن أبا لهب مع جماعة نفذت خمرهم في بعض الأيام فسرقوا غزالة واشتروا بها خمرا ، وطلبتها قريش ، وكان أشدهم طلبا لها عبد الله بن جدعان (١) ، فعلموا بالقوم ، فقطعوا بعضهم وهرب بعضهم ، وكان فيمن هرب أبو لهب إلى أخواله (٢) من خزاعة فمنعوا عنه قريشا ، ومن ثمّ كان يقال لأبي لهب : سارق غزالة البيت.
ولقد قيل : ولا منافاة بين كون الغزالتين علقتا وسرقتا ، أو احداهما ، وبين كون عبد المطلب حلّى بهما باب الكعبة ، لكونه يجوز أنه فعل ذلك بعد استخلاصهما من التجار الآخذين لهما في ثمن الخمر ممن سرقهما أو إحداهما (٣) ـ انتهى ملخصا (٤).
وافتخرت بنو عبد مناف بحفر زمزم على غيرهم من العرب ، فإنها بئر إسماعيل.
__________________
(١) عبد الله بن جدعان من تيم بن مرة من الكرماء الأجواد في الجاهلية المطعمين للمسنتين ، وفي بيته حصل حلف الفضول لسنه وكرمه وسيادته في قومه ، ومع ذلك فقد ثبت في الصحيح لمسلم أن عائشة رضياللهعنها قالت : يا رسول الله ان ابن جدعان كان يطعم الطعام ويقري الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة؟!. فقال : لا ، انه لم يقل يوما رب اغفرلي خطيئتي يوم الدين». انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ٢ / ٢١٧ ـ ٢١٨.
(٢) في (ب) ، (د) «اخوانه».
(٣) في (أ) ، (ج) «أحدهما». والاثبات من (ب) ، (د).
(٤) أي من الحلبي في سيرته عن شفاء الغرام ١ / ١٨٥. وجميع ما ذكر من هذا الخبر في هامش (أ) وتصعب قراءته.