وفي السنة الخامسة من البعثة لما رأت قريش أنّ أمره صلىاللهعليهوسلم قد قوي ، أجمعوا على قتله. فبلغ ذلك عمه أبا طالب ، فجمع بني هاشم وبني المطلب ، فأدخلوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم شعبهم ، ومنعوه حمية منهم على عادة الجاهلية لا محبة (١) فيه صلىاللهعليهوسلم.
فلما رأت قريش ذلك ، أجمعت (٢) قريش على قطيعة بني هاشم وبني المطلب ، ومقاطعتهم في البيع والشراء والنكاح وغير ذلك. وكتبوا ذلك في صحيفة (٣) بخط منصور بن عكرمة (٤) وجعلوها في جوف الكعبة ، وذلك في هلال المحرم سنة سبعة من البعثة. ولما فعلوا ذلك انحاز البطنان إلى أبي طالب إلا أبو لهب فإنه بقي مع قريش.
وبقوا هنالك محصورين (٥) مدة في شدة عظيمة مقدار ثلاث سنين.
فلما أراد الله سبحانه وتعالى حلّ ذلك ، اجتمع ليلة عند حطيم الحجون (٦) هشام بن عمرو العامري ، وزهير بن أبي أمية المخزومي ، والمطعم بن عدي النوفلي ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود الأسدي ، فتعاقدوا (٧) على نقض الصحيفة. فأصبحوا ونقضوها.
__________________
(١) هكذا في (أ) ، (د). وأما في (ب) ، (ج) «ومحبة».
(٢) في (د) «اجتمعت».
(٣) في (د) «صفيحة». وهي تصحيف من الناسخ.
(٤) منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، ويقال أن الصحيفة بخط النضر بن الحارث. انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ٣٥٠ ، الديار بكري ـ تاريخ الخميس ١ / ٢٩٧.
(٥) في (ب) ، (ج) «منحصرين». وكان ناسخ (ج) قد أثبت" محصورين». ثم شطبها وأثبتها في الهامش «منحصرين».
(٦) في (ج) «الحطيم ـ أي حطيم الحجون ـ».
(٧) في (ج) «فتعاهدوا».