واحدة وهي علم زيد وداره ، لأنّ التقدير طاب علم زيد علما وطابت دار زيد دارا لا غير ذلك ، والذي يحتمل الرجوع إليهما ـ أعني إلى من انتصب عنه التمييز وإلى متعلّقه ـ تجب فيه المطابقة أعني إفراد التمييز ، وتثنيته وجمعه وتذكيره وتأنيثه على وفق من هو له إلّا (١) إن كان التمييز اسم جنس كالأبّوة والعلم فإنّه لا يثنّى ولا يجمع إلا أن يقصد الأنواع فيطابق به حينئذ ، فإذا قصدت إلى أنّ الأب هو زيد نفسه ، قلت طاب زيد أبا ، فلو ثنّيت زيدا أو جمعته على هذا المعنى قلت : طاب الزيدان أن أبوين وطاب الزيدون آباء وكذلك (٢) تجب المطابقة إذا قصدت إلى متعلّق زيد ، وهو والده مثلا ، فإن قصدت أباه وجدّه قلت : طاب زيدا ، وإن قصدت أباه وأمّه أو أبا وجدّا له ، قلت : طاب زيد أبوين ، وإن قصدت إلى جماعة من آبائه قلت : طاب زيد آباء ، فيطابق بالأب من هو له بخلاف ما إذا كان التمييز اسم جنس كالأبّوة / والعلم ، فإنّك تأتي به مفردا ، فتقول : طاب الزيدان أو الزيدون أبّوة وعلما ، ونحو ذلك إلا أن يقصد الأنواع فيطابق حينئذ ، فتقول : طاب زيد علمين إذا كان المراد به طاب بسبب علمين مختلفين ، وطاب زيد علوما ، إذا كان المراد به بسبب علوم كثيرة ، وتقديره طابت علوم زيد علوما ، وكذلك التقدير في التثنية وغيرها (٣) وكذلك تجب المطابقة في التمييز الذي هو صفة ، فيقال : حسن زيد فارسا والزيدان فارسين والزيدون فرسانا ، وكذلك لله درّه فارسا ودرّهما فارسين ودرّهم فوارس ، وإذا كان التمييز صفة احتمل أن يكون حالا لكنّ التمييز أولى (٤) لأنّ المراد مدحه مطلقا سواء كان حال كونه فارسا وهذا يفهم من التمييز دون الحال ، لأنه إذا كان حالا اختصّ بالمدح فيتقيّد ، فيتغيّر المعنى المقصود (٥) ، والفرق بين تمييز (٦) الذات المقدّرة في قولنا : لله درّه فارسا وبين تمييز الذات المذكورة في قولنا : على التمرة مثلها زبدا ، أنّ الفارس يرفع الإبهام عن نسبة الدّرّ إلى الضمير لا عن نفس الدّرّ ، وأنّ الزبد يرفع
__________________
(١) في الأصل لا.
(٢) في الأصل وكذلك.
(٣) شرح الوافية ، ٢١٧ وشرح الكافية ، ١ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ وهمع الهوامع ، ١ / ٢٥٢.
(٤) شرح الكافية ، ١ / ٢٢٢.
(٥) شرح الوافية ، ٢١٧.
(٦) في الأصل تميز.