فعل (١) بمعنى جانب بعضهم زيدا ، أي : فاعل من الحشا وهو الجانب (٢) وسوى بكسر السين وضمّها مع القصر وبفتحها مع المدّ ظرف مكان عند سيبويه (٣) وإعرابها النّصب على الظرفيّة ، فتقول : جاء القوم سوى زيد ، ومعناه جاء القوم مكان زيد ، وقال قوم حكمها حكم غير (٤) وعليه قوله : (٥)
ولم يبق سوى العدوا |
|
ن دنّاهم كما دانوا |
فسوى فاعل لم يبق ، أي : لم يبق غير العدوان (٦) [ومما يذكر مع أدوات الاستثناء لا سيّما ، وإن لم تكن في الحقيقة أداة استثناء لأنّ الاستثناء يثبت للمستثنى حكما (٧) ضدّ حكم المستثنى منه وليست لا سيّما كذلك ، لأنّها تثبت للثاني حكم الأول بطريق الزيادة (٨) فإذا قلت : أحسن إليّ القوم لا سيّما زيد ، كان في الكلام إيذان بأنّ زيدا كان أوفر القوم إحسانا ، ووجه ذكرها مع أدوات الاستثناء أنّ ما بعدها يخالف ما قبلها في الإخراج من المساواة إلى الترجيح بإثبات الزيادة له ، وكان حكمه غير حكم الأول ، واعلم أنّ لا سيّما ثلاث كلمات ، وهنّ : لا ، وسيّ ، وما. أما «لا» ، فعند أكثر النحويين هي التي لنفي الجنس (٩) وأما «سيّ» بكسر السين فهو المثل (١٠)
__________________
(١) المقتضب ، ٤ / ٣٩١ والإنصاف ، ١ / ٢٧٨ والهمع ، ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(٢) شرح الوافية ، ٢٣٥.
(٣) الكتاب ، ٢ / ٣٥٠ وهو مذهب الجمهور أيضا ، شرح التصريح ، ١ / ٣٦٢.
(٤) وهم الكوفيون إذ أجازوا خروجها عن الظرفية والتصرف فيها رفعا ونصبا وجرا كغير. التسهيل ، ١٠٧ وشرح الكافية ، ١ / ٢٤٨ والمغني ، ١ / ١٤١ وشرح التصريح ، ١ / ٣٦٢.
(٥) للفند الزماني ، شهل بن شيبان. روي منسوبا له في ديوان الحماسة للمرزوقي ، ١ / ٣٥ وأمالي القالي ، ١ / ٢٥٧ وشرح الشواهد ، ٢ / ١٥٩ وشرح التصريح ، ١ / ٣٦٢ وخزانة الأدب ، ٣ / ٤٣١. وورد من غير نسبة في شرح الكافية ، ١ / ٢٤٨ وشرح ابن عقيل ، ٢ / ٢٢٨ وهمع الهوامع ، ١ / ٢٠٢ وشرح الأشموني ، ٢ / ١٥٩.
(٦) ما بين المعقوفين أي من قوله ومما يذكر إلى قوله فيما بعد أكرمه الناس سيما زيد ... هو من حاشية الأصل المكتوب بجوارها «صح» مع علامة الإلحاق في المتن.
(٧) غير واضحة في الأصل. وممن عدّ لا سيما من أدوات الاستثناء الكوفيون وجماعة من البصريين كالأخفش وأبي حاتم والنحاس الهمع ، ١ / ٢٣٤.
(٨) شرح الكافية ، ١ / ٢٤٨.
(٩) شرح المفصل ، ٢ / ٨٥ وشرح الكافية ، ١ / ٢٤٩ والهمع ، ١ / ٢٣٥.
(١٠) اللسان ، سوا ، والمغني ، ١ / ١٣٩.