بثلاث صفحات أي في الصفحة ٤٧٠ شرحوا معنى شنباء ، وأحالوا إلى القاموس المحيط ، فلم لم يذكروا المصدر في شرحهم للعاقول؟؟
ومن حذقهم لفن السرقة أنني في ١ / ٣٨١ الهامش (٢) نقلت من اللسان (نحر) ما نصه : «النّحرير : الحاذق الماهر العاقل المجرّب» وفي الصفحة ٢٣٩ هامش (٢) قالوا : «النحرير : العالم الحاذق في عمله» وأحالوا إلى لسان العرب (نحر) وبعد رجوعي إلى اللسان لم أجد فيه ما ذكره «العالم الحاذق» بحروفه بل وجدت هذا الشرح في المعجم الوسيط (نحر) وفيه : «علمه» بدل «عمله» ولعله خطأ طباعي.
ثالثا : أنهم كانوا يصوغون التعليقات اللغوية التي سجلناها حول بعض الألفاظ ، صياغة جديدة ، ومحتواها هو ما ذكرناه ، من أمثلة ذلك :
١ ـ أنني في ١ / ٤٠١ الهامش (٤) قلت عن هندبى ما نصه : «هكذا ضبطها المصنف بالفتح ، وهي في الكتاب ٤ / ٢٩٦ ، والممتع ، ١ / ٥٣ فعللى بالكسر» وفي الهامش (٥) نقلت من اللسان (هندب) قوله : «الهندب والهندبا والهندباء والهندباء كل ذلك بقلة من أحرار البقول» والذي ذكرته ضمن الهامشين سردوه تقريبا في هامش واحد ، إذ قالوا في كتابهم ٢٥٧ الهامش (١) ما نصه : «بقلة من أحرار البقول» اللسان (هندب) ، ووردت في كتاب سيبويه على مثال فعللى هندبى ، ٤ / ٢٩٦ ، وبذلك وصلوا إلى ما ذكرناه ، والعجيب أن الناسخ قبلها بأسطر قد ضبط لفظة «صفرق» بفتح الصاد ، فلم يعلقوا عليها ؛ لأنهم لم يجدوا عندي تعليقا حولها.
وقبل أن أنتهي من هذا الجانب أود أن أشير إلى ظاهرة لجأوا إليها لتعبئة هوامشهم ، تتمثل هذه الظاهرة في أنني كنت أشير في الهامش إلى المصدر الذي تناول مسألة ما ، من المسائل التي ذكرها أبو الفداء ، فكانوا يرجعون إلى المصدر نفسه ، وينقلون منه النص ، فكأني بذلك أرشدهم إليه ، مثال ذلك أنني في ٢ / ٥٠ أحلت في الهامش (٩) إلى الكتاب لسيبويه ٤ / ٩٧ ، وذلك بعد وضع إحالة عند قول أبي الفداء عند صيغتي التعجب : «فلا يبنيان إلا من فعل ثلاثي ليس بلون ولا عيب» فوجدتهم في الصفحة ٣٠٤ قد وضعوا إحالة عند موضع إحالتنا ، وفي الهامش نقلوا نص سيبويه من ٤ / ٩٧ نقلا حرفيا ، وهذا جدول صغير يتضح منه أن نصوصهم المنقولة هي من المصادر الذي ذكرناها :