سعد ، فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد أويتم الصّباة.
وفي حديث غزوة خالد بن الوليد إلى جذيمة أنه عرض عليهم الإسلام أو السيف فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقالوا : صبأنا ، الحديث.
وقد قيل إن قوما من تميم عبدوا نجم الدّبران ، وأن قوما من لخم وخزاعة عبدوا الشّعرى العبور ، وهو من كواكب برج الجوزاء في دائرة السرطان ، وأن قوما من كنانة عبدوا القمر فظن البعض أن هؤلاء كانوا صابئة وأحسب أنهم تلقفوا عبادة هذه الكواكب عن سوء تحقيق في حقائق دين الصابئة ولم يجزم الزمخشري بأن في العرب صابئة فإنه قال في «الكشاف» في تفسير سورة [٣٧] فصلت في قوله تعالى : (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ) قال : لعل ناسا منهم كانوا يسجدون للشمس والقمر كالصابئين فنهوا عن ذلك.
وقد اختلف علماء الإسلام في إجراء الأحكام على الصابئة ، فعن مجاهد والحسن أنهم طائفة بين اليهود والمجوس ، وقال البيضاوي : هم قوم بين النصارى والمجوس فمن العلماء من ألحقهم بأهل الكتاب ، ومن العلماء من ألحقهم بالمجوس ، وسبب هذا الاضطراب هو اشتباه أحوالهم وتكتمهم في دينهم ، وما دخل عليه من التخليط بسبب قهر الأمم التي تغلبت على بلادهم ، فالقسم الذي تغلّب عليهم الفرس اختلط دينهم بالمجوسية ، والذين غلب عليهم الروم اختل دينهم بالنصرانية.
قال ابن شاس في كتاب «الجواهر الثمينة» : قال الشيخ أبو الطاهر (يعني ابن بشير التنوخي القيرواني) منعوا ذبائح الصابئة لأنهم بين النصرانية والمجوسية (ولا شك أنه يعني صابئة العراق ، الذين كانوا قبل ظهور الإسلام على بلادهم على دين المجوسية).
وفي «التوضيح على مختصر ابن الحاجب الفرعي» في باب الذبائح «قال الطرطوشي : لا تؤكل ذبيحة الصابئ وليست بحرام كذبيحة المجوسي» وفيه في باب الصيد «قال مالك لا يؤكل صيد الصابئ ولا ذبيحته».
وفي «شرح عبد الباقي على خليل» : «إنّ أخذ الصابئ بالنصرانية ليس بقوي كما ذكره أبو إسحاق التونسي ، وعن مالك لا يتزوج المسلم المرأة الصائبة».
قال الجصاص في تفسير سورة العقود وسورة براءة : روي عن أبي حنيفة أن الصابئة أهل كتاب ، وقال أبو يوسف ومحمد ليسوا أهل كتاب. وكان أبو الحسن الكرخي يقول الصابئة الذين هم بناحية حرّان يعبدون الكواكب ، فليسوا أهل كتاب عندهم جميعا. قال