عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا |
|
كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا |
أليس من عجب أبي ضحى ارتحلوا |
|
أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا |
وأن أجفان عيني أمطرت ورقا |
|
وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا |
وإن تلهب برق من جوانبهم |
|
توقد الشوق في جنبي والتهبا |
فاستهجن البغداديون شعره وقالوا : فيه برودة العجم ، وانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدة ، وتخلق بأخلاقهم ، واقتبس من اصطلاحاتهم ، ثم أنشأ قصيدته التي أولها :
هبت نسيم صبا تكاد تقول |
|
إني إليك من الحبيب رسول |
سكرى تجشمت الربى لتزورني |
|
من علتي وهبوبها معلول |
فاستحسنوا وقالوا : تغيّر شعره ورقّ طبعه.
ذكر أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد البيهقي في كتاب «مشارب التجارب» في أخبار الوزير أبي نصر الكندري قال : كان علي بن الحسن الباخرزي شريكه (١) في مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فهجاه علي بن الحسن فقال مداعبا :
أقبل من كندر (٢) مسيخرة |
|
للنحس في وجهه علامات |
وذكر أبياتا ، فلما تمكن الكندري في أيام السلطان طغرلبك وصار وزيرا محكما
__________________
(١) في النسخ : «شكره».
(٢) في الأصل ، (ب) : «كيدر».