[١٣١٣٢] ١٣ ـ وبالإِسناد عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحده إنّما للصوم شرط يحتاج أن يحفظ حتى يتمّ الصوم ، وهو الصمت الداخل ، أما تسمع قول مريم بنت عمران ( إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ) (١) يعنى صمتاً ، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب ، وغضّوا أبصاركم ، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغاتابوا ولا تماروا ولا تكذبوا ولا تباشروا ولا تخالفوا ولا تغاضبوا ولا تسابّوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تبادوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة ، والزموا الصمت والسكوت والحلم والصبر والصدق ومجانبة أهل الشر ، واجتنبوا قول الزور والكذب والفراء والخصومة وظنّ السوء والغيبة والنميمة ، وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لأيّامكم ، منتظرين لما وعدكم الله متزوّدين للقاء الله ، وعليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذلّ العبد الخائف من مولاه ، راجين خائفين راغبين راهبين قد طهّرتم القلوب من العيوب ، وتقدّست سرائركم من الخبّ ، ونظفت الجسم من القاذورات ، وتبرّأت إلى الله من عداه ، وواليت الله في صومك بالصمت من جميع الجهات ممّا قد نهاك الله عنه في السرّ والعلانية ، وخشيت الله حق خشيته في السرّ والعلانية ، ووهبت نفسك لله في أيّام صومك ، وفرغت قلبك له ، ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك إليه ، فإذا فعلت ذلك كلّه فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع لما أمرك ، وكلّما نقصت منها شيئاً مما بينت لك فقد نقص من صومك بمقدار ذلك ـ إلى أن قال : ـ إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب ، إنّما جعل الله ذلك حجاباً ممّا سواها (٢) من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم ، ما أقل الصوّام وأكثر الجوّاع .
[١٣١٣٣] ١٤ ـ وعن النضر ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر
___________________
١٣ ـ نوادر أحمد بن محمد بن عيسىٰ : ٢١ / ١٠ باختلاف .
(١) مريم ١٩ : ٢٦ . |
(٢) في المصدر : سواهما . |
١٤ ـ نوادر أحمد بن محمد بن عيسىٰ : ٢٣ / ١٢ ، وأورده بتفاوت في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب ما يمسك عنه الصائم .