على محمّد (ص) وإذا قيل ، أو عطف على جملة باءوا بغضب ، أو حال عن فاعل ان يكفروا ، أو عن فاعل باءوا ، أو جملة مستأنفة على جواز مجيء الواو للاستيناف لابداء ذمّ آخر وتسجيل سفاهتهم بإتيان التّناقض في دعواهم ، وهذه العبارة كثيرا ما تستعمل في مقام المدح والذّمّ منسلخة عن خصوص زمان الاستقبال مفيدة للاستمرار في الماضي والحال والاستقبال كأنّه قيل : شيمتهم انّه كلّما قيل لهم (آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) على محمّد (ص) من القرآن أو على الأنبياء من الكتب السّماويّة والوحي الإلهيّ كذّبوا صريحا (قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) يعنى التّوراة (وَيَكْفُرُونَ) (بِما وَراءَهُ) ولو كانوا يؤمنون بالتّوراة لم يكفروا بالقرآن ولا بسائر الكتب لانّ في التّوراة اثباتا لحقّيّة القرآن وسائر الكتب السّماويّة (وَهُوَ الْحَقُ) اى ما وراءه وهو القرآن حقّ ، ناسخ للتّوراة ولجميع الكتب الأخر لا حقّ بعد نسخه للكتب سواه (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) من التّوراة (قُلْ) ردّا لادّعائهم الباطل من الايمان بالتّوراة ان كنتم مؤمنين بالتّوراة وفيها وجوب تعظيم الأنبياء وحرمة قتلهم (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ) نسبة فعل الاسلاف الى الحاضرين والإتيان بالمستقبل مع التّقييد بالمضىّ للاشعار بمجانسة الحاضرين للماضين وأنّ قتل الأنبياء كان سجيّة لهم قدروا عليه أم لم يقدروا (مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بالتّوراة ومخالفتها تدلّ على عدم الايمان بها (وَ) قل (لَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ) اى بالمعجزات الدّالّة على صدقه وحقّيّة نبوّته فلم ثؤمنوا به (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) آلها (مِنْ بَعْدِهِ) اى من بعد مجيء موسى (ع) بالبيّنات أو من بعد ذهابه الى جبل الطّور وهو دليل على انّكم مفطورون على تكذيب الحقّ واتّباع الباطل (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) واضعون الباطل موضع الحقّ أو ظالمون على أنفسكم (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) قائلين على لسان موسى (ع) (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) من قلوبكم وأبدانكم قد مضت الآية فلا نعيد تفسيرها ، وكرّره لاقتضاء مقام الذّمّ تكرار الذّمائم والتّطويل بها (وَاسْمَعُوا) ما يقال لكم من تفضيل محمّد (ص) وعلىّ (ع) على سائر الأنبياء والأوصياء أو من أحكام التّوراة واقبلوه (قالُوا) بعد ذلك (سَمِعْنا) ولم نقبل بل (عَصَيْنا) أو قالوا حين الخطاب سمعنا وأردنا العصيان أو عصينا بقلوبنا (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) ادخلوا باشرابهم الماء الّذى فيه برادة العجل في قلوبهم اللّحمانيّة جرم العجل وفي قلوبهم الرّوحانيّة وبال عبادته ، وذلك أنّه لمّا نزل توبة العابدين للعجل بالقتل أنكر بعض عبادة العجل ووشى بعضهم ببعض فقال الله عزوجل ابرد هذا العجل الذّهب بالحديد بردا ثمّ ذرّه في البحر فمن شرب من العابدين ماءه اسوّد شفتاه وأنفه ان كان ابيض اللّون وابيضّا ان كان اسود وبان ذنبه ، ففعل فبان العابدون وكانوا ستّمائة ألف الّا اثنى عشر ألفا وهم الّذين لم يعبدوا العجل فأمر الله الاثنى عشر ألفا ان يخرجوا على الباقين شاهرين سيوفهم وعن الباقر (ع) في حديث : فعمد موسى (ع) فبرد العجل من انفه الى طرف ذنبه ثمّ أحرقه بالنّار فذرّه في اليمّ فكان أحدهم ليقع في الماء وما به اليه من حاجة فيتعرّض لذلك الرّماد فيشربه وهو قول الله تعالى (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) وعلى الخبر الاوّل فالمعنى ادخلوا باشراب موسى (ع) لهم الماء المخلوط ببرادة العجل جرم العجل في قلوبهم الجسمانيّة ووباله في قلوبهم الرّوحانيّة. وعلى الثّانى أدخلوا