سورة البقرة
چون پى دانش نه بهر روشنى است |
|
همچو طالب علم دنياي دنى است |
طالب علم است بهر عام وخاص |
|
نى كه تا يابد از اين عالم خلاص |
علم وگفتارى كه آن بى جان بود |
|
عاشق روى خريداران بود |
گر چه باشد وقت بحث اين علم زفت |
|
چون خريدارش نباشد مرد ورفت |
وعلامة العلم ان يكون العالم طالبا للخلوة مع معلومه نافرا من هذه الجهة من أوثق إخوانه فكيف بغيرهم ، وان كان من جهة الحبّ في الله طالبا للسّلّاك الى الله لتمام خلق الله قائلا :
مشترى من خداى است ومرا |
|
مى كشد بالا كه الله اشترى |
خونبهاى من جمال ذو الجلال |
|
خونبهاى خود خورم كسب حلال |
وبقوّته السّبعيّة يريد الاستطالة على من يمكن له الاستطالة عليه فيستطيل على أمثاله الّذين لا يظن حصول ملائمات قوّته البهيميّة منهم ويتملّق لمن يظنّ حصول ملائماتها منه سواء كانوا أدنى منه في الشّرف أو أمثاله أو أشرف منه ، فمعنى الحديث صنف من طلبة العلم يطلبه لازدياد مدركاته الحاصلة باستمداد الشّيطنة الموجب لازدياد جهله ؛ وصفة هذا الصّنف ما ذكره (ع) ، وصنف يطلبه لتقوية قوّته الغضبيّة الظّاهرة بالاستطالة على الخلق ولتقوية قوّته البهيميّة الظّاهرة بالختل مع الخلق والتملّق ، وصنف يطلبه للفقه وازدياد العلم الاخروىّ واشتداده ، والعقل يعنى كمال الإدراك الّذى هو التعقّل مقابل نقصان الإدراك الّذى هو الشّيطنة والجهل. وروى عن أمير المؤمنين (ع) في عبّاد العامّة وجهّالهم الّذين سمّاهم أشباه النّاس عالمين انّه قال : انّ من أبغض الخلق الى الله تعالى لرجلين ، رجل وكله الله تعالى الى نفسه وهو جائر عن قصد السّبيل مشعوف بكلام بدعة قد لهج (١) بالصّوم والصّلوة فهو فتنة لمن افتتن به ، ضالّ عن هدى (٢) من كان قبله ، مضلّ لمن اقتدى به في حيوته وبعد موته ، حمّال خطايا غيره ، رهن بخطيئته ، ورجل قمش (٣) جهلا في جهّال النّاس عان بأغباش (٤) الفتنة قد سمّاه أشباه النّاس عالما ولم يغن فيه يوما سالما ، بكّر فاستكثر ما قلّ منه خير ممّا كثر حتّى إذا ارتوى من ماء آجن واكتنز من غير طائل جلس بين النّاس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ، وان خالف قاضيا سبقه لم يأمن ان ينقض حكمه من يأتى بعده لفعله بمن كان قبله ، وان نزلت به احدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ثمّ قطع به فهو من لبس الشّبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدرى أصاب أم أخطأ ، لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر ، ولا يرى انّ وراء ما بلغ فيه مذهبا ، ان قاس شيئا بشيء لم يكذّب نظره وان أظلم عليه امر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له : لا يعلم ، ثمّ جسر فقضى فهو مفتاح عشوات (٥) ركّاب شبهات خبّاط جهالات ، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم ، ولا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الرّوايات ذرو الرّيح الهشيم ، تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدّماء ، يستحلّ بقضائه الفرج الحرام ، ويحرّم بقضائه الفرج الحلال ، لا مليء بإصدار ما عليه ورد ، ولا هو أهل لما منه فرط من ادّعائه علم الحقّ. والاوّل من الرّجلين اشارة الى من لم يدخل في باب الهدى ولم يأخذ علمه من أهله الّذين أمر الله العباد بالأخذ منهم ، فصار حريصا على الصّوم والصّلوة فافتتن النّاس بهم من حيث انّهم رأوهم متعبّدين فظنّوا أنّهم من خواصّ أهل الله فاقتدوا بهم ، والثّانى اشارة الى علمائهم الّذين لم يدخلوا في باب الولاية ولم يأخذوا علمهم من أهله بل جمعوه من الصّحف وأخذوه من الرّجال
__________________
(١) لهج له اى اولع به.
(٢) الهدى بالفتح والسكون والهداية بالفتح أو بالكسر والسكون السيرة والطريقة.
(٣) قمش كنصر جمع ، وأغباش جمع غبش كأسباب جمع سبب بقية الليل أو ظلمة آخره.
(٤) العشوات جمع العشوة والعشوة بتثليث العين ركوب الأمر من غير بيان ، وبالفتح الظلمة.