ان يقال جميع القرآن نزل فيهم ، ولمّا كان القرآن مفصّلا يكون بعض آياته فيهم وفي محبّيهم وبعضها في أعدائهم ومخالفيهم وبعضها سننا وأمثالا وبعضها فرائض واحكاما صحّ ان يقال نزل القرآن فيهم وفي أعدائهم أو نزل أثلاثا أو أرباعا ، والآيات الدّالّة على اخبار الأخيار والأشرار الماضين كلّها تعريض بالأئمّة وأخيار الامّة وأشرارهم مع قطع النّظر عن رجوعها إليهم والى أعدائهم ، بسبب كونهم أصلا في الخير وكون أعدائهم أصلا في الشّرّ بل نقول كلّ آية ذكر فيها خير كان المراد بها أخيار الامّة وكل آية ذكر فيها شرّ كان المراد بها أشرار الامّة لكون الآية فيهم أو تعريضا بهم ، أو لكونهم وكون أعدائهم أصلا في الخير والشّرّ وفي الزّيارة الجامعة : ان ذكر الخير كنتم اوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، وهكذا الحال في حال أعدائهم بحكم المقابلة ، فان ذكر الشّر كانوا اوّله وآخره وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه.
هذا آخر ما أردت إيراده قبل الشّروع في المقصود ، ومن الله الاعانة في كلّ حال وهو حسبي ونعم الوكيل.