بمحمّد (ص) ولتنصرنّ وصيّه وسينصرونه جميعا وانّ الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد (ص) بنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمّدا وجاهدت بين يديه وقتلت عدوّه ووفيت لله بما أخذ علىّ من الميثاق والعهد والنّصرة لمحمّد (ص) ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم الله اليه وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها الى مغربها وليبعثهم الله احياء من آدم (ع) الى محمّد (ص) كلّ نبىّ مرسل يضربون بين يدىّ بالسّيف هام الأموات والأحياء والثّقلين جميعا (الى آخر الحديث بطوله) (قالَ) الله (أَأَقْرَرْتُمْ) ايّها الأنبياء أو ايّها الأنبياء مع الأمم أو ايّتها الأمم (وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) الإصر بالكسر وقد يضمّ ويفتح العهد والذّنب والثّقل والمراد به العهد (قالُوا) اى الأنبياء أو الأنبياء وأممهم أو الأمم (أَقْرَرْنا قالَ) الله للملائكة (فَاشْهَدُوا) على الأنبياء وأممهم أو قال الله للأنبياء فاشهدوا على أممكم (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) عن الصّادق (ع) قال لهم في الذّرّ : (أَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) اى عهدي؟ ـ قالوا أقررنا ، قال الله للملائكة فاشهدوا ، وعن أمير المؤمنين (ع) قال الله للأنبياء فاشهدوا على أممكم (فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ) الميثاق عن نبيّه وشريعته ووصيّته في حقّ محمّد (ص) ووصيّه أو فمن تولّى منكم ايّها الحاضرون عن الايمان بمحمّد (ص) بعد ذلك الميثاق أو بعد ما ذكر من ميثاق الأنبياء على الايمان بمحمّد (ص) وهو عطف على فاشهدوا ليكون محكيّا بالقول ، أو عطف على قال ليكون ابتداء كلام مع الموجودين ، أو هو جزاء شرط محذوف اى إذا علمتم ذلك فمن تولّى بعد ذلك (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الخارجون عن عهد الله وميثاقه (أَ) لا يؤمنون بمحمّد (ص) بعد ما تذكّروا انّ الله أخذ ميثاق جميع الأنبياء على الايمان به وأخذ الأنبياء ميثاق أممهم عليه وبعد ما علموا انّ دين الله هو الايمان بمحمّد (ص) (فَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَ) الحال انّه (اللهِ) اى لله أو لمحمّد (ص) (أَسْلَمَ) انقاد (مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) في عالم الذّرّ أو بحسب التّكوين أو له أسلم بحسب التّكليف من في السّماوات تماما ومن في الأرض صفوتهم وخلاصتهم الّذين هم المقصودون العاقلون ، وامّا غيرهم فسواقط معدودون في عداد البهائم ، أوله أسلم من في الأرض تماما حين ظهور الدّولة الحقّة بظهور القائم عجّل الله فرجه ، أوله أسلم من في الأرض في الدّنيا قبل الموت ، أو حين الموت والتّعبير بالماضىّ لتحقّق وقوعه (طَوْعاً وَكَرْهاً) الإسلام طوعا وكرها فرقا من السّيف بحسب التّكليف ظاهر ، وامّا بحسب التّكوين فانقياد أجسام المواليد واتّحادها مع طبائعها ونفوسها ليس إلا قسرا وكرها والكره في عالم الذّرّ يكون بحسبه ، عن الصّادق (ع) انّ إسلامهم هو توحيدهم الله عزوجل وهو اشارة الى إسلامهم التّكوينىّ أو إقرارهم في عالم الذّرّ وفي خبر آخر عنه (ع) انّ معناه أكرم أقوام على الإسلام وجاء أقوام طائعين قال كرها اى فرقا من السّيف وهو اشارة الى الإسلام التّكليفىّ وعنه (ع) انّها نزلت في القائم وفي رواية تلاها فقال : إذا قام القائم لا يبقى ارض الّا نودي فيها شهادة ان لا اله الّا الله ، وانّ محمّد (ص) رسول الله (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) يعنى انّ إسلامهم عبارة عن إقرارهم بأنّه تعالى خالقهم ومبدئهم ورجوع الكلّ يكون اليه فلا ينبغي ان يبغوا غير دين من يكون مبدئهم ومعادهم (قُلْ) يا محمّد (ص) على سبيل المتاركة بعد ما أتممت لهم الحجّة من قبل نفسك وأمّتك نحن : (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى