وإن الثقافة اللغوية لا تكفي لتفسير بعض آيات القرآن ، ولا بد من ثقافة انسكلوبيدية تقع على عاتق عدة تخصصات ، ولذلك أخطأ القدماء في فهم هذه الآيات. ص / ١٤٦.
ثم قال : إنه احتفظ بعدد من الآيات أقل من الذي اختاره العلماء المسلمون لدراسة جوانبها العلمية ، وأنه في مقابل ذلك ، أبرز بعض آيات لم تعط لها من قبل الانتباهة التي تستحق من وجهة النظر العلمية.
ثم بحث ما إذا كان في القرآن إشارات إلى ظاهرات يسهل على الإدراك البشري فهمها ، وإن لم تكن قد تلقت بعد توكيدا من العلم الحديث ، فوجد أن القرآن يحتوي على إشارات بوجود كواكب في الكون تشبه الأرض ، وقال : إن كثيرا من العلماء يرون ذلك معقولا تماما ، دون معطيات حديثة لتوكيد ذلك.
وقال : إنه لو قام بدراسة كهذه منذ ثلاثين عاما ، لوجد أن القرآن قد صرح بغزو الفضاء ، ففي ذلك الوقت كان معروفا أن هنالك آية قرآنية تتنبأ بأن الإنسان سيحقق هذا النصر ذات يوم ، وقد تم الآن التأكد من هذا. ص / ١٤٧.
ثم تكلم عن مسألة تغير النظرية العلمية ، وما يكون لذلك من الأثر على تفسير النص القرآني فقال :
إن ما تحدث به بعضهم من أن العلم متغير مع الزمن ، وأن ما يمكن قبوله اليوم قد يرفض غدا. يتطلب التعديل .. ، فيجب التفريق بين النظرية العلمية ، وبين الفعل موضوع الملاحظة ، فالنظرية العلمية يمكن أن يستغنى عنها بما هو أكمل منها وأصح ، لتفسير الظاهرة ، ولكن الفعل موضوع الملاحظة يبقى قائما ، وقد يمكن تعريف سماته بشكل أحسن ، ولكنه يظل على ما كان عليه قبل.
فدوران الأرض حول الشمس ، والقمر حول الأرض ، يبقى فعلا واقعا قائما ، ولن نرجع عنه أبدا ، ولكن قد يمكن في المستقبل تحديد المدارات بشكل أحسن. ص / ١٤٨.