صورته ، وإنكم تجعلون الإدراك للنفس ، أو للحس المشترك مع أن الحصول في الجليدية مثلا ، وأنه ربما يتحقق الحصول فيها مع عدم الادراك لعدم التفات النفس ، ثم الصور العلمية وإن كانت من حيث حصولها في العقل عرضا لم تناف كون الماهية المعقولة جوهرا بمعنى أنها إذا وجدت في الخارج كانت لا في موضوع ، كما أنها يكون جزئيا لقيامها بالنفس الجزئية ، وكليا من حيث انشائها إلى الأفراد ، ونسبة الحصول إلى الصورة في العقل نسبة الوجود إلى الماهية في الخارج فلا زيادة إلا باعتبار العقل ، ومن هاهنا قد يجعل العلم نفس الصورة فهي من حيث إن الحصول نفسها علم وعرض موجود في الأعيان كسائر صفات النفس ، ومن حيث إنه زائد عليها مفهوم ولا تحقق له إلا في (١) الأذهان ، وأما المعلوم فهو ما له الصورة لا نفسها ، إلا أن يستأنف لها تعقل ، ويلحقها أحكام هي المعقولات الثانية ، وبهذا الاعتبار يصح جعل الكلية من عوارض المعلوم حقيقة).
إشارة إلى دفع اعتراضات للإمام وغيره منها :
أن العلم لو كان حصول الصورة المساوية التي ربما تسمى ماهية الشيء لزم من تصور الحرارة والاستدارة كون القوة المدركة حارة مستديرة وكذا جميع الكيفيات ، وهو مع ظهور فساده يستلزم اجتماع الضدين كالحرارة والبرودة عند تصورهما.
وجوابه : أن الحار ما قام به هوية الحرارة لا صورته ، وماهيته وكذا جميع الصفات ، وفرق ما بينهما ظاهر ، فإن الهوية جزئية محفوفة (٢) بالعوارض فاعلة للصفات الخارجية ، والصورة كلية مجردة لا تلحقها الأحكام ، ولا يترتب عليها الآثار.
وهذا لا ينافي مساواتها للهوية ، بمعنى أنها بحيث إذا وجدت في الخارج كانت إياها ، ثم الماهية والحقيقة كما تطلق على الصورة المعقولة ، فكذا على
__________________
(١) في (ب) بزيادة حرف الجر (في).
(٢) في (ب) مكنونة بدلا من (محفوفة)