الموجود العيني ، وبهذا الاعتبار يقال تارة إن المعقول من السماء مساو لماهيتها ، وتارة إنه نفس ماهيتها فضلا عن المساواة.
جوب آخر ، وهو أن حصول الشيء للشيء (١) يقال لمعان متعددة كحصول المال لصاحبه وبالعكس ، وحصول السواد للجسم وبالعكس ، وحصول السرعة للحركة ، وحصول الصورة للمادة وبالعكس ، وحصول كل منهما للجسم وبالعكس ، وحصول الحاضر لما حضر عنده وبالعكس ، ولزوم الاتصاف إنما هو في حصول العرض بمحله ، ولا كذلك (٢) حصول الحاضر لما حضر عنده وبالعكس (٣) وهو معلوم لنا بالوجدان ، ومتحقق كونه حصولا لنا وإن لم نقدر على التعبير عن خصوصيته بغير كونه إدراكا وعلما أو شعورا أو إحاطة بكنه الشيء ، أو ما يجري مجرى هذه الاعتبارات (٤) وبهذا أعني لكون الحصول الإدراكي مغايرا لحصول العرض للمحل المستلزم للاتصاف لا يلزم من إدراك المعاني التي تكون من صفات النفس كالإيمان والكفر ، والجود والبخل ، ونحو ذلك اتصاف النفس بها لانتفاء الحصول الاتصافي ، فكيف يلزم ذلك فيما ليس من شأن النفس الاتصاف بها كالحرارة والاستدارة ونحو ذلك وإنما الكلام في أن الحصول الاتصافي هل يستلزم الحصول إدراكي حتى يلزم دوام (٥) تعقل النفس لصفاتها على ما زعموا ، ثم إنهم لم يبينوا أن ذلك مبنى على أن مجرد الحصول الاتصافي كاف في الادراك النفسي صفاتها ، أو على (٦) أنه مستلزم للحصول الإدراكي والحق أن الكل بوجود غير متأصل هو الصورة ، وما ذكروا من أنه لو كان كذلك لزم من (٧) إدراك النفس لذاتها عدم
__________________
(١) سقط من (ب) لفظ (للشيء).
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (كذلك).
(٣) سقط من (ب) لفظ (وبالعكس).
(٤) في (أ) العبارات.
(٥) في (ب) جواز.
(٦) في (ب) بزيادة حرف الجر (على).
(٧) في (أ) في بدلا من (من).