علم المخلوق ، ومراتب الحادث ثلاث :
الأولى : ما يكون بالقوة المحضة ، وهو الاستعداد للعلم ، وحصوله للضروريات يكون بالحواس الظاهرة والباطنة ، كما يستفاد من حس اللمس أن هذه النار حارة ، فتستعد النفس للعلم بأن كل نار حارة ، وعلى هذا القياس وللنظريات (١) يكون بالضروريات بأن يرتب فيكتسب النظرى.
والثانية : العلم الإجمالي كمن علم مسألة فغفل عنها ثم سئل فإنه يحضر الجواب (٢) في ذهنه دفعة من غير تفصيل ، وحقيقته حالة بسيطة إجمالية هي مبدأ تفاصيل المركب.
والثالثة : العلم التفصيلي : وهو حضور صورة المركب بحيث تعرف اجزاؤه متميزا بعضها عن بعض ملاحظا كل منها على الانفراد ، وذلك كما إذا نظرنا إلى الصحيفة دفعة فلا شك أنا نجد حالة إجمالية من الإبصار ، ثم إذا حدقنا النظر وأبصرنا كل حرف حرف على الانفراد حصلت لنا حالة أخرى مع أن الإبصار حاصل في الحالين.
فالأولى : بمنزلة العلم الإجمالي ، والثانية بمنزلة العلم التفصيلي وبهذا يتبين معنى كلامهم ، أن العلم بالماهية يستلزم العلم بأجزائها ، لكن إجمالا لا تفصيلا.
واعترض الإمام بأن الحاصل في العلم الإجمالي إما أن يكون صورة واحدة فيلزم أن يكون للحقائق المختلفة صورة واحدة مطابقة (٣)
__________________
ـ الحدوث الزماني هو كون الشيء مسبوقا بالعدم سبقا زمانيا ، أما الحدوث الذاتي فهو كون الشيء مفتقرا في وجوده إلى الغير.
(راجع تعريفات الجرجاني).
(١) النظرية : قضية تثبت ببرهان ، والنظرية في الفلسفة طائفة من الآراء تفسر بها بعض الوقائع العلمية أو الفنية ونظرية المعرفة : البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشخص والموضوع ، أو بين العارف والمعروف ، وفي وسائل المعرفة فطرية أو مكتسبة.
(٢) في (ب) الحوادث بدلا من (الجواب).
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (مطابقة).