السليمة ، وهذا ما قالا القدرة بعض القادر ، وإن فسر بأنها صفة في القادر فهو مذهب الجمهور.
وما قيل : إنها بعض المقدور فإنما يصح في القدرة بمعنى المقدورية ، أي كون الفعل بحيث يتمكن الفاعل منه ومن تركه ، وذهب بشر ابن المعتمر (١) إلى أنها عبارة عن سلامة البنية من الآفات ، وإليه مال الإمام الرازي واعترض على ما ذكره القوم من أنا نميز بالضرورة بين حركتي البطش والرعشة ، وما ذاك إلا بوجود صفة غير سلامة البنية توجد لبعض الأفراد دون البعض كالقدرة على لكتابة لزيد دون عمرو ، وعلى بعض الأفعال دون البعض كقدرة زيد على القراءة دون الكتابة بأن الاختيار قبل الفعل باطل عندكم ومعه ممنوع لامتناع العدم حال الوجود وأيضا حصول الحركة حال ما خلقها الله تعالى ضرورى وقبله محال فأين الاختيار؟
وأيضا حصول الفعل (٢) عند استواء الدواعي محال وعند عدم الاستواء يجب الراجح ويمتنع المرجوح فلا تثبت الممكنة (٣).
والجواب أن الضرورى هو التفرقة بمعنى التمكن من الفعل والترك بالنظر إلى نفس حركة البطش مع قطع النظر عن الأمور الخارجية بخلاف حركة المرتعش.
__________________
ـ وقته ، ولد بالكوفة ، ونشأ بواسط ، وسكن بغداد وانقطع إلى يحيى بن خالد البرمكي. صنف كتبا منها : الإمامة والقدر والشيخ والغلام والرد على المعتزلة والرد على الزنادقة. توفي عام ١٩٠ ه.
(راجع لسان الميزان ٦ : ١٩٤ وفهرست النديم ١ : ٢٤٧).
(١) هو بشر بن المعتمر البغدادي ، أبو سهل فقيه معتزلي مناظر من أهل الكوفة قال الشريف يقال : إن جميع معتزلة بغداد من مستجيبيه تنسب إليه الطائفة «البشرية» عاش في خلافة الرشيد ، وقد عدد الشهرستاني ست مسائل انفرد بها بشر عن أصحابه من علماء المعتزلة. له مصنفات في الاعتزال. مات ببغداد عام ٢١٠ ه.
(راجع دائرة المعارف الإسلامية ٣ : ٦٦٠ والملل والنحل للشهرستاني وأمالى. المرتضى ١ : ١٣٦).
(٢) في (ب) العقل بدلا من (الفعل).
(٣) في (أ) المكنة وهو تحريف.