الكون والفساد ، كالماء والهواء صارا بالغليان هواء واحدا ، أو الاستحالة كلون (١) الجسم كان سوادا وبياضا ، فصار سوادا بل بأن يصير أحدهما الآخر الصائر بعينه إياه وذلك لوجهين :
الأول : أن الاثنين سواء كانا ماهيتين أو فردين منهما أو من ماهية واحدة ، فالاختلاف بينهما ذاتي ، لا يعقل زواله ، إذ لكل شيء خصوصية ما. هو بها هو ، فمتى زالت الخصوصية لم يبق ذلك الشيء.
واعترض بأنه إن كان استدلالا فنفس المتنازع ، وإن كان تنبيها ، فليس هو (٢) أوضح من الدعوى إذ ربما يقع الاشتباه في كون الاختلاف ذاتيا ممتنع الزوال دون اتحاد الاثنين.
الثاني : أن الاثنين بعد الاتحاد وإن كانا باقيين فهما اثنان لا واحد ، وإلا فإن بقي أحدهما فقط (٣) ، كان هذا فناء لأحدهما وبقاء للآخر ، وإن لم يبق شيء منهما كان هذا فناء لهما ، وحدوث أمر ثالث ، وأياما كان فلا اتحاد.
واعترض : بأنا لا نسلم أنهما لو بقيا كانا اثنين لا واحدا ، وإنما يلزم ذلك. لو لم يتحدا فعدل إلى تقرير آخر ، وهو أنهما (٤) بعد الإيجاد (٥) ، إن كانا موجودين كانا اثنين لا محالة.
وإلا فإما أن يكون أحدهما موجودا فقط ، أو لا يكون شيء منهما موجودا ، فكان هذا فناء لأحدهما ، وبقاء للآخر ، أو فناء لهما ، وحدوث أمر (٦) ثالث.
فاعترض : بأنا لا نسلم أنهما لو كانا موجودين كانا اثنين لا واحدا ، وإنما يلزم
__________________
(١) في (ب) لكون بدلا من (كلون).
(٢) في (ب) بزيادة لفظ (هو).
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (فقط).
(٤) سقط من (ب) لفظ (أنهما).
(٥) في (أ) بعد الاتحاد والصواب (بعد الإيجاد).
(٦) سقط من (أ) لفظ (أمر).