التسود وأما وحدة الحركة بالتشخص فلا بد فيها من وحدة الأمور الستة سوى المحرك لقطع بأن حركة زيد غير حركة عمرو ، وحركة زيد اليوم غير حركته أمس ، وحركته من هذا الموضع غير حركته من موضع آخر ، وحركته من نقطة معينة إلى نقطة غير حركته من نقطة معينة منها إلى نقطة أخرى ، وحركته من نقطة إلى نقطة أخرى (١) بطريق الاستقامة غيرها بطريق الانحناء ، وكذا في الكم والكيف والوضع ، لكن لا خفاء في أن وحدة ما فيه أعني وحدته الشخصية تستلزم وحدة ما منه وما إليه من غير عكس فلهذا يكتفي بوحدة الموضوع والزمان (وما فيه. لا يقال ينبغي أن يكتفي بوحدة الموضوع والزمان) (٢). لاستلزامها وحدة المسافة ضرورة أن حركة زيد في زمان معين لا تكون إلا في مسافة معينة لأنا نقول هذا إنما يكون عند اتحاد جنس الحركة ، وإلا فيجوز أن ينتقل في زمان معين من أين إلى أين ومن وضع إلى وضع ومن مقدار إلى مقدار ومن كيفية إلى كيفية بل ومع اتحاد الجنس أيضا لا يصح على الإطلاق لجواز النمو والتخلخل والتسخن والتسود في زمان واحد ، وأما وحدة المحرك فلا عبرة بها في وحدة الحركة ، لأن الحركة الواحدة التي لا يكثر فيها بالفعل أصلا ، قد تقع بمؤثرات متعددة كحركة الجسم في المسافة بتلاحق الجواذب ، وحركة الماء في الحرارة بتلاحق النيران ، ولا يلزم من ذلك اجتماع المؤثرين على أثر واحد لأن تأثير كل إنما يكون في أمر آخر وهو بمنزلة البعض من الحركة وهذا (٣) التبعض والتجزي لا يقدح في وحدتها على الاتصال لأنه بمجرد الوهم من غير انقسام بالفعل ، وكذا ما يتوهم من تكثرها باعتبار نسبتها إلى المحركات فإنه لا يبطل ، وحدتها الاتصالية كما يتوهم بحركة الفلك مع اتصالها انقسامات بسبب الشروق والغروب والمسامتان.
فإن قيل : إن أريد الحركة بمعنى القطع أعني الامتداد الموهوم فلا وجود
__________________
(١) في (أ) بزيادة لفظ (أخرى).
(٢) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (هذا).