(قال : وسبب البطء
المعاوقة الداخلية في غير الحركة الطبيعية والخارجية في الكل ، ولا تحلل السكنات لوجوه :
الأول : أنه يستلزم امتناع تلازم الحركتين مع تفاوت المسافتين لاستلزامه تفاوت السكنات المنافي لتلازم الحركات ، واللازم منتف كما في حركة الشمس ، وما يتخيل من حركة الظل ، وفي حركة طرفي الرحى ونحو ذلك.
الثاني : إن انتفاء الحركة مع تحقق المقتضى وعدم المانع ضروري البطلان.
الثالث : إن فضل سكنات الفرس (١) الشديد العدو حينئذ على حركاته ، كفضل حركات الفلك الأعظم عليها ، فيلزم أن يرى ساكنا على الدوام ، لكون الحركات مغمورة أو في زمان هو أضعاف آلاف زمان الحركة لا أقل للقطع بأن الجسم حال السكون يرى ساكنا ، وإن كان السكون عدميا.
ورد الأول : بأن تلازم الحركتين عادي لا عقلي ، فلا يمتنع الافتراق.
والثاني : بأن الحركات بمحض خلق الله تعالى من غير تأثير للقوى الثالث (٢) بأن امتزجت الحركات والسكنات (٣) بحيث لا يتميز عند (٤) بأزمنتهما ، والحركات لكونها وجودية متحدة بين (٥) السكنات ، وإن كانت متكثرة).
يعني أن المعاوقة التي تكون من نفس المتحرك كثقل الجسم (٦) يصلح سببا لبطء الحركة القسرية كما في الحجر المرمى إلى فوق ، والإرادية كما في صعود الإنسان الجبل ، لا الطبيعية لامتناع أن يكون الشيء مقتضيا لأمر ، ومانعا عنه ، والمعاوقة التي تكون من الخارج كغلظ قوام ما يتحرك فيه يصلح سببا لبطء الحركة الطبيعية كنزول الحجر في الماء والقسرية والإرادية كحوكة السهم والإنسان فيه ،
__________________
(١) في (ب) الوحش بدلا من الفرس).
(٢) في (ج) بزيادة لفظ (الثالث).
(٣) في (أ) و (ب) بزيادة (حنث).
(٤) في (ج) بزيادة لفظ عند).
(٥) في (أ) ز (ب) متحددة بين.
(٦) في (ب) نقل بدلا من (كثقل).