لا يكون بين جنسين كالفضيلة والرذيلة ، والخير والشر ، ولا بين نوعين من جنسين كالعفة الداخلة تحت الفضيلة ، والفجور الداخل تحت الرذيلة ، إذا فرض كونهما جنسين ، ولا بين أنواع فوق الاثنين. سواء كانت من جنس واحد ، كالسواد والبياض والحمرة الداخلة تحت اللون ، أو من جنسين كالشجاعة والتهور والجبن (١) ، ويلزم من هذا أن لا يكون ضد الواحد إلا واحدا حتى لا يكون للسواد ضد هو البياض ، وآخر هو الحمرة ، ولا للشجاعة ضد هو التهور ، وآخر هو الجبن (٢) ، وعولوا في إثبات ذلك على الاستقراء ، وأما التضاد المشهورى ، فقد صرحوا بأنه لا ينحصر فيما بين نوعين من جنس ، بل قد يكون بين جنسين كالفضيلة والرذيلة ، والخير والشر ، أو بين نوعين من جنسين كالعفة والفجور ، أو بين أنواع من جنس (كالسواد والبياض والحمرة ، أو من جنسين كالشجاعة والتهور ، والجبن ، وفيه نظر من وجوه أن معنى (٣) الاستقراء في انحصار التضاد بين نوعين من جنس) (٤). هو أنا وجدناه فيما بينهما دون غيرهما ، ولا طريق إلى نفيه عما بين الفضيلة والرذيلة ، أو العفة والفجور ، سوى أنه لا يكون إلا فيما بين نوعين من جنس ، وهذان جنسان أو نوعان من جنسين وهذا ، دور ظاهر.
الثاني : أنه إن اشترط في التضاد غاية الخلاف فكونه فيما بين نوعين دون أنواع من جنس ضروري لا استقرائي لأن غاية الخلاف إنما يكون بين الطرفين لا بين الطرف وبعض الأوساط (٥) ، وإن لم يشترط فبطلانه ظاهر (٦) ، كما في أنواع اللون.
الثالث : أنهم أطبقوا (٧) على تضاد السواد والبياض على الإطلاق ، مع أنهما
__________________
(١) في (ب) الحين بدلا من (الجبن).
(٢) في (ب) الحين بدلا من (الجبن).
(٣) في (أ) أن الاستقرار بدون لفظ (معنى).
(٤) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٥) في (ب) الأساط (وهو تحريف).
(٦) في (ج) واضح بدلا من (ظاهر).
(٧) في (ب) تمسكوا بتضاد بدلا من (أطبقوا على تضاد السواد).