بعض المقدمات ضرورة امتناع حقية النقيضين ، فمنعت المعتزلة كونه من صفات الله تعالى ، والكرامية كون كل صفة قديمة ، والأشاعرة كونه من جنس الأصوات والحروف ، والحشوية كون المنتظم من الحروف حادثا ، ولا عبرة بكلام الحشوية والكرامية ، فبقي النزاع بيننا وبين المعتزلة ، وهو في التحقيق عائد إلى إثبات كلام النفس ، ونفيه (١) وأن القرآن هو المتلو (٢) هذا المؤلف من الحروف الذي هو كلام حسي ، وإلا فلا نزاع لنا في حدوث كلام الحس ، ولا لهم في قدم النفس لو ثبت وعلى البحث والمناظرة في ثبوت الكلام النفسي ، وكونه هو القرآن ينبغي أن يحمل ما نقل عن (٣) مناظرة أبي حنيفة وأبي يوسف (٤) رحمهماالله ستة أشهر ، ثم اشتهر رأيهما على أن من قال بخلق القرآن فهو كافر.
__________________
(١) سقط من (ب) ونفيه.
(٢) في (أ) بزيارة (المتلو).
(٣) في (ب) عن بدلا من (من).
(٤) هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفيّ البغداديّ أبو يوسف : صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه وأول من نشر مذهبه كان فقيها علامة. من حفاظ الحديث ولد بالكوفة عام ١١٣ ه لزم أبا حنيفة فغلب عليه الرأي وولى القضاء ببغداد كان يقال له : قاضي قضاة الدنيا وأول من وضع الكتب في أصول الفقه توفى عام ١٨٢ ه
راجع مفتاح السعادة ٢ : ١٠٠ ، ١٠٧
وابن النديم ٢٠٣ ، وأخبار القضاة لوكيع ٣ : ٢٥٤