المبحث الثالث
ذات الواجب تخالف الممكنات
(قال : ذات الواجب تخالف ذوات الممكنات ، وإلا لكانت امتيازه بخصوصيته ، وحينئذ فالوجوب إما للذات فيلزم وجوب الممكنات أو مع الخصوصية فيلزم إمكان الواجب لتركبه وقيل : بل تماثلها وتمتاز بالوجوب والحياة وكمال العلم والقدرة أو بالألوهية الموجبة للأربعة بمثل ما مرت من أدلة اشتراك الوجود ورد بأنها إنما تفيد اتحاد مفهوم الذات الصادق على الذوات. لا تماثل الذوات لأن وقوعه عليها وقوع اللازم لا لذاتي كما مر في الوجود).
المبحث الثالث : الحق أن الواجب تعالى يخالف الممكنات في الذات والحقيقة ، إذ لو تماثلا ، وامتاز كل عن الآخر بخصوصه ، فمثل الوجوب والإمكان إما أن يكون من لوازم الذات ، فيلزم اشتراك الكل فيه ، أو الذات مع الخصوصية ، فيلزم التركيب المنافي للوجوب الذاتي ، نعم تشارك ذاته ذات الممكنات ، بمعنى أن مفهوم الذات أعني ما يقوم بنفسه ، ويقوم به غيره صادق على الكل ، صدق العارض على المعروض ، كما أن وجود الواجب ، ووجود الممكن مع اختلافهما بالحقيقة يشتركان في مطلق الوجود الواقع عليهما ، وقوع لازم خارجي غير مقوم بالأدلة المذكورة في اشتراك الوجود من صحة القسمة إلى الواجب والممكن ، ومن الجزم بالمطلق مع التردد في الخصوصية ، ومن اتحاد (١) المقابل ، بل (٢) لا يتغير إلا (٣) الاشتراك في مفهوم (٤) الذات ، وصدقه على جميع الذوات من غير دلالة على تماثل الذوات وتشاركها في الحقيقة.
فما ذهب إليه بعض المتكلمين أن ذات الواجب تماثل سائر الذوات وإنما تمتاز
__________________
(١) في (ب) اتخاذ بدلا من (اتحاد).
(٢) في (ب) بزيادة لفظ (بل).
(٣) في (أ) بزيادة (الا).
(٤) في (أ) بزيادة حرف الجر (في).