وفي التنزيل (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) (١).
وإذا ثبت أن الباري تعالى متكلم أنه ممتنع عليه قيام الكلام الحسي بذاته ، تعين أن يكون هو النفس ، ويكون قديما لما مرّ ـ قوله ـ
تمسكوا بوجوه :
الأول : أنه علم بالضرورة من دين النبي صلىاللهعليهوسلم حتى العوام والصبيان أن القرآن هو هذا الكلام (٢) المؤلف المنتظم من الحروف المسموعة المفتتح بالتحميد المختتم بالاستعاذة. وعليها انعقد إجماع السلف وأكثر الخلف.
الثاني : أن ما اشتهر وثبت بالنص (٣) والإجماع من خواص القرآن ، إنما يصدق على هذا المؤلف الحادث لا المعنى القديم.
وجوابهما أنه لا نزاع في إطلاق اسم (٤) القرآن وكلام الله تعالى بطريق الاشتراك (٥) أو المجاز المشهور شهرة الحقائق على هذا المؤلف الحادث وهو المتعارف عند العامة والقراء والأصوليين والفقهاء ، وإليه ترجع الخواص التي هي من صفات الحروف وسمات الحدوث ـ قوله ـ
__________________
(١) هذا جزء من آية من سورة المجادلة رقم ٨ والتكملة : (لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ).
(٢) سقط من (أ) لفظ (الكلام).
(٣) في (ب) بالنصف بدلا من (بالنص)
(٤) سقط من (ب) لفظ (اسم)
(٥) في (ب) الأثر من (الاشتراك)