فإن قيل : جملة المكونات مخلوقة بقدرة الله تعالى ، فما وجه تخصيص خلق آدم عليه الصلاة والسلام سيما بلفظ المثنى (١) ، وما وجه الجمع في قوله : بأعيننا ..؟
أجيب : بأنه أريد كمال القدرة ، وتخصيص آدم تشريف (٢) له وتكريم ومعنى تجري بأعيننا ، أنها تجري بالمكان المحوط بالكلاءة والحفظ والرعاية يقال : فلان بمرأى من الملك ومسمع إذا كان بحيث تحوطه عنايته وتكتنفه رعايته
وقيل : المراد الأعين التي انفجرت من الأرض وهو بعيد ، وفي كلام المحققين من علماء البيان أن قولنا : الاستواء مجاز عن الاستيلاء ، واليد واليمين عن القدرة ، والعين عن البصر ، ونحو ذلك ، إنما هو لنفي وهم التشبه والتجسم بسرعة ، وإلا فهي تمثيلات وتصويرات للمعاني العقلية بإبرازها في الصور الحسية ، وقد بينا ذلك في شرح التلخيص.
__________________
(١) في (ب) المعنى بدلا من (المثنى).
(٢) سقط من (ب) لفظ (له).