والجواب : ان ذلك لتعنتهم وعنادهم على ما يشعر به مساق الكلام لا لطلبهم الرؤية ، ولهذا عوتبوا على طلب إنزال الملائكة عليهم والكتاب مع أنه من الممكنات وفاقا.
ولو سلّم فلطلبهم الرؤية في الدنيا وعلى طريق الجهة والمقابلة على ما عرفوا من حال(١) الأجسام والأعراض. وقوله تعالى حكاية عن موسى عليهالسلام (تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (٢) معناه التوبة عن الجراءة والإقدام على السؤال بدون الإذن ، أو عن طلب الرؤية في الدنيا ، ومعنى الإيمان التصديق بأنه لا يرى في الدنيا ، وإن كانت ممكنة ، وما قال به بعض السلف من وقوع الرؤية بالبصر ليلة المعراج فالجمهور على خلافه ، وقد روي أنه سئلصلىاللهعليهوسلم «هل رأيت ربك» فقال «رأيت ربي بفؤادي» (٣) وأما الرؤية في المنام فقد حكى القول بها عن كثير من السلف.
__________________
(١) سقط من (ب) لفظ (حال).
(٢) سورة الأعراف آية رقم ١٤٣.
(٣) الحديث رواه مسلم في الإيمان عن أبي ذر بلفظ قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم هل رأيت ربك ...؟ قال : نور أني أراه وفي رواية رأيت نورا. رقم ٢٩١ ، ٢٩٢ وابن ماجه في الزهد بلفظ هل رأيت الله ...؟ فيقول : ما ينبغي لأحد أن يرى الله. والنسائيّ في الزكاة ٣.