الفصل الخامس
في أفعاله
(قال الفصل الخامس في أفعاله وفيه مباحث (١).
المبحث الأول : فعل العبد واقع بقدرة الله تعالى ، وإنما للعبد الكسب. والمعتزلة : بقدرة العبد صحة ، والحكماء إيجابا ، والأستاذ بهما على أن يتعلقا جميعا به ، والقاضي على أن تتعلق قدرة الله بأصله ، وقدرة العبد بوضعه ككونه طاعة أو معصية ، وأما الجبر بمعنى أنه لا أثر لقدرة العبد أصلا لا إيجادا ولا كسبا فضروري البطلان ، والكسب قبل ذلك الوصف الذي به تتعلق قدرة العبد ، وقيل الفعل المخلوق بقدرة الله من حيث خلق للعبد قدرة متعلقة به. وقيل ما يقع به المقدور بلا صحة انفراد القادر. وما يقع في محل القدرة ، والحق أنه ظاهر ، والخفاء في التعبير ، والأوضح أنه أمر إضافي يجب من العبد ، ولا يوجب وجود المقدور ، بل اتصاف الفاعل بالمقدور كتعيين أحد الطرفين وترجيحه ، وصرف القدرة).
__________________
(١) راجع ما كتبه ابن حزم في هذا الموضوع فهو في غاية الوجاهة ورده على عباد بن سليمان تلميذ هشام بن عمرو الغوطي الذي قال : إن الله تعالى لم يخلق الكفار لأنهم ناس وكفر معا لكن خلق أجسامهم دون كفرهم ج ٣ ص ٥٤ وما بعدها.