قلنا : وجهه ما أشار إليه أبو المعين النسفي (١) رحمهالله من أن الإيمان ليس كله من الله إلى العبد على ما هو الجبر ، ولا من العبد على ما هو القدر ، بل من الله التعريف والتوفيق والهداية ، والإعطاء ومرجعها إلى التكوين ، وهو غير مخلوق ومن العبد المعرفة والقصد والاعتداد والقبول وهي مخلوقة. هذا ويمحى من الكتاب ويثبت ما هو الصواب ، ثم لا يخفى ما في الوجوه المذكورة من وجوه الضعف ، والأولى التمسك بالكتاب والسنة ، وإجماع أهل الحق من الأمة. لا بمعنى إثباته في نفسه بمحض الإجماع ، ليرد أن الحقائق العقلية مثل حدوث العام ، وقدم الصانع لا يثبت بالإجماع ، بل بمعنى أن إجماعهم عليه يدل على أن لهم قاطعا فيه وإن لم نعرفه على التفصيل.
__________________
(١) هو ميمون بن محمد بن محمد بن معبد بن مكحول أبو المعين النسفي الحنفي عالم بالأصول والكلام كان بسمرقند وسكن بخاري من كتبه (بحر الكلام) و (تبصرة الأدلة) و (التمهيد لقواعد التوحيد) و (العمدة في الأصول) توفي عام ٥٠٨ ه.
راجع الجواهر المضيئة. ٢ : ١٨٩.