أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ) (١) (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ) (٢) والخلق كقوله تعالى (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (٣) و (أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ) (٤) (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) (٥) والإحداث كقوله حكاية عن الخضر (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) (٦) والابتداع كقوله تعالى (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها) (٧).
والجواب : أنه لما ثبت بالدلائل السالفة أن الكل بقضاء الله تعالى وقدره. وجب جعل هذه الألفاظ مجازات عن التسبب العادي أي من صار سببا عاديا للأعمال الصالحة ، وعلى هذا القياس ، أو جعل هذه الإسنادات مجازات لكون العبد سببا لهذه الأفعال كما في بنى الأمير المدينة هذا في غير لفظ الكسب ، فإنه يصح على حقيقته. والخلق فإنه بمعنى التقدير ، والجعل بمعنى التصيير ، وهو لا يستلزم إيجاد أمر محقق مثل جعل الله الدرهم في الكيس ، وجعل لزيد شريكا. وأما على رأي الإمام وهو أن مجموع القدرة والداعية مؤثرة في الفعل ، وذلك المجموع بخلق الله تعالى من غير اختيار العبد فلا مجاز ولا إشكال ولا استقلال للعبد فلا اعتزال.
الرابع : الآيات الدالة على توبيخ الكفار والعصاة ، وأنه لا مانع من الإيمان والطاعة ولا ملجأ إلى الكفر والمعصية كقوله تعالى (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا) (٨) (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ) (٩) (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ) (١٠) (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (١١) (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) (١٢) (لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ) (١٣) (لِمَ تَصُدُّونَ
__________________
(١) سورة البقرة آية رقم ١٩.
(٢) سورة الأنعام آية رقم ١٠٠.
(٣) سورة المؤمنون آية رقم ١٤.
(٤) هذا جزء من آية من سورة آل عمران رقم ٤٩.
(٥) سورة المائدة آية رقم ١١٠.
(٦) سورة الكهف آية رقم ٧٠.
(٧) سورة الحديد آية رقم ٢٧.
(٨) سورة الإسراء آية رقم ٩٤.
(٩) هذا جزء من آية من سورة البقرة رقم ٢٨.
(١٠) سورة ص آية رقم ٧٥.
(١١) سورة الانشقاق آية رقم ٢٠.
(١٢) سورة المدثر آية رقم ٤٩ وقد جاءت هذه الآية محرفة بلفظ (معرضون) بدلا من (معرضين).
(١٣) سورة آل عمران. آية رقم ٧١.