قلنا : يحتمل أن يكون خارجا ، ويكون زيادة شرف التسعة والتسعين وجلالتها بالإضافة إلى ما عداه ، وأن يكون داخلا فيها لا يعرفه بعينه إلا نبي أو وليّ.
الثالث : أن الأسماء منحصرة في التسعة والتسعين والرواية المشتملة على تفصيلها غير مذكورة في الصحيح ، ولا خالية عن الاضطراب والتغيير ، وقد ذكر كثير من المحدثين أن في إسنادها ضعفا ، وعلى هذا يظهر معنى قوله عليهالسلام «إن الله وتر يحب الوتر» (١) أي جعل الأسماء التي سمى بها نفسه تسعة وتسعون ولم يكملها مائة لأنه وتر يحب الوتر ، ويكون معنى إحصائها الاجتهاد في التقاطها من الكتاب والسنة ، وجمعها وحفظها على ما قال بعض المحدثين. إنه صح عندي قريب من ثمانين يشتمل عليه الكتاب والصحاح من الأخبار ، والباقي ينبغي أن يطلب من الأخبار بطريق الاجتهاد ، والمشهور أن معنى إحصائها عدها ، والتلفظ بها حتى ذكر بعض الفقهاء أنه ينبغي أن تذكر بلا إعراب ليكون إحصاء ، ويشكل بما هو مضاف كمالك الملك ، وذو الجلال ، وقيل حفظها ، أو التأمل في معانيها.
تم بمشيئة الله الجزء الرابع
ويليه الجزء الخامس وأوله
المقصد السادس في السمعيات
__________________
(١) الحديث أخرجه الإمام البخاريّ في كتاب الدعوات ٦٩ وأخرجه الإمام مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ٢ باب في أسماء الله تعالى ، وفضل من أحصاها ، ٥ ـ ٢٦٧٧ ـ حدثنا عمرو الناقد ، وزهير بن حرب وابن أبي عمر ، جميعا عن سفيان واللفظ (لعمرو) حدثنا سفيان بن عينية عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال (لله تسعة وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة ، وإن الله وتر يحب الوتر) وفي رواية ابن أبي عمير «من أحصاها» وأخرجه أبو داود في كتاب الوتر ١ ، والترمذيّ في الوتر ٢ والنسائي في قيام الليل ٢٧ وابن ماجه في الإقامة ١١٤ باب ما جاء في الوتر ١١٦٩ ـ بسنده عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه : بلفظ «يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر» والإمام أحمد بن حنبل في المسند ١ : ١٠٠ ، ١١٠ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٨ ، ٢ : ١٠٩ ، ١٥٥ ، (حلبي)