ونفس العدم في هذا الزمان محرزا بالأصل.
فإن قلت : إنّ استصحاب العدم الأزلي إلى زمان وجود الملاقاة ، ثمّ حمله على الملاقاة الموجودة داخل في الأصل المثبت.
قلت : لا معنى لحمل عدم الكريّة على الملاقاة ، وإنّما المتصوّر حمل كلّ منهما على الماء ، نعم لا بدّ من اتّصال زمان الحملين واتّحاده ، وكلّ ذلك حاصل بلا محذور ، فإنّه يقال : إنّ هذا الماء لم يكن في السابق كرّا ، فالأصل بقائه على عدم الكريّة في الحال ، والمفروض أنّ الملاقاة فيما إذا علم تاريخها حاصلة في الحال أيضا ، فيتحصّل من ذلك أنّ هذا ماء لاقى نجسا وكان ملاقاته في حال عدم كونه كرّا.
ألا ترى عدم الإشكال في استصحاب عدم الكريّة في الماء الذي لاقاه النجس وكان مشكوك الكريّة والقلّة مع سبق الكريّة؟ ، وكذلك الحال في استصحاب حياة الوارث في ما إذا شكّ في حياته وموته في حال موت المورّث ، فيتحقّق بذلك أنّ موت المورّث يكون في حال حياة الوارث على نحو مفاد كان الناقصة.
نعم هنا إشكال آخر في خصوص صورة الجهل بالتاريخين ، وهو أنّه ذهب شيخنا المرتضى في هذه الصورة إلى أنّ أصالة العدم في ظرف الوجود المفروغ عنه جارية في كلّ من الطرفين ، فيتساقطان بالتعارض.
والحقّ أنّه لا مورد للاستصحاب حينئذ حتّى يفرض التعارض ، ووجهه أنّا إذا قطعنا بوجود الكريّة والملاقاة في زمان بحيث احتملنا حدوث كلّ منهما في هذا الزمان وفي ما قبله ، فاستصحاب عدم الكريّة مثلا وإن كان يمكن إجرائه إلى الجزء المتّصل بهذا الزمان ، لكن كون هذا الجزء زمان الملاقاة غير محرز ، والمفروض أنّ الموضوع هو عدم الكرّية في زمان الملاقاة ، وذلك لاحتمال حدوث الملاقاة في الزمان المتأخّر عن هذا الجزء الذي هو زمان القطع بوجود الملاقاة والكرّية.
وأمّا نفس زمان القطع فوجود الملاقاة وإن كان فيه محرزا ، ولكن لا يمكن