فالإنصاف أنّ ما ذكره في الإيراد تأييد لما ذكرناه من التقريب لعدم جريان الاستصحاب فتذكّر ، هذا حاصل ما ذكره العلّامة الاستاد دام ظلّه في هذا المقام.
ولكن ذبّ الإشكال عن وجه مرام المحقّق الخراساني طاب ثراه بعض الأفاضل الحاضر في مجلس بحث الاستاد دام ظلّهما ، وحاصل بيانه لمرام المحقّق المذكور أنّ المحقّق المذكور لا يقول بأنّ العلم الإجمالي مناف لصدق الشكّ ، بل مقصوده من جعل الاستصحاب في المجهولي التاريخ شبهة مصداقيّة للا تنقض اليقين بالشكّ أنّ المفروض لمّا كان عدم ترتّب الأثر على العدم في نفس الزمان بلا إضافته إلى الآخر بل للإضافة أيضا مدخل في الأثر ، فلا محيص عن ملاحظة الإضافة ، ومع ملاحظتها لا يحرز اتّصال زمان اليقين بالعدم ـ وهو الآن الأوّل ما قبل الآنين ـ بزمان الشكّ ، أعني زمان حدوث الآخر الذي هو معروض الأثر ، لا مطلق الزمان.
وجه عدم إحرازه أنّه يحتمل أن يكون هو الآن الثاني من الآنين ، وعلى هذا التقدير حصل الطفرة ؛ لأنّا قد جرّرنا العدم من الآن الأوّل إلى الآن الثالث بدون توسيط للآن الثاني ؛ إذ لم يتحقّق فيه الإضافة المذكورة التي فرضنا مدخليّتها في ترتّب الأثر ، وعلى هذا فلا يرد عليه قدسسره شيء من الإشكالات بأسرها.
أمّا إشكال ابتنائه على ناقضيّة العلم الإجمالي مع بداهة عدم منافاته مع الشكّ الفعلي، فلوضوح عدم الابتناء عليه على هذا التقرير.
وأمّا إشكال لزوم عدم جريان الاستصحاب في المجهول أحد التاريخين ، فلوضوح إحراز الاتّصال فيه بهذا المعنى الذي ذكرنا.
وأمّا إشكال النقض بأطراف العلم الإجمالي كالإناءين المشتبهين ، فلما عرفت من عدم قوله بنا قضيّة العلم الإجمالي ، ولا إشكال في اتّصال زمان الشكّ في كلّ إناء بخصوصه بزمان يقينه.
وأمّا الإشكال الأخير فقد أصلحه في حاشية الكفاية فراجع.
والحاصل أنّ مرامه قدسسره لزوم اتّصال زمان الشكّ في ما هو الموضوع والمنشأ للأثر بزمان يقينه ، والمنشأ هاهنا حيث إنّه خصوص العدم في زمان حدوث