الخبر (١) قال عاصم بن حميد قلت لأبي عبد الله عليهالسلام لم يزل الله مريدا قال : ان المريد لا يكون إلّا المراد معه لم يزل الله عالما قادرا ثم أراد فالمتحصل مما ذكرنا ان الطلب والارادة متحدان مفهوما ومصداقا حقيقة وإنشاء.
واستدل الأشعري على التغاير بأن الطلب قد يتحقق بلا ارادة كما في الاوامر الامتحانية والعذرية بتقريب ان الارادة في هذه الموارد غير موجودة وأما الطلب فهو موجود واجاب عنه في الكفاية بأن الموجود الطلب الانشائي ومن الظاهر ان الطلب الانشائي ليس متحدا مع الارادة الحقيقية.
الأمر الثانى : في أنه ربما يقال بل لعله المشهور بين القوم بأن الجمل الخبرية تدل على ثبوت النسبة في الخارج او عدمها والجمل الانشائية تدل على ايجاد المعنى في الخارج والحق ان الأمر ليس كذلك بل الجمل الخبرية وضعت لابراز الحكاية عن الخارج ولذا لا يتصف الأخبار بالصدق والكذب إلّا بلحاظ المطابقة وعدمها مع الخارج فالجملة الخبرية لا تدل على النسبة الخارجية ولذا كثيرا ما لا يتغير حال السامع بعد سماع الخبر من المخبر نعم يفهم من الأخبار ان المخبر في مقام الاخبار وابراز الحكاية.
واما الجمل الانشائية فهي موضوعة لابراز الاعتبار كما في الأوامر والنواهي او ابراز الترجي والتمني والاستفهام ولذا لا مجال لتطرق الصدق والكذب فيها وعلى فرض تسلم كلام القوم لا يكون كلامهم دليلا على كلام الاشاعرة حيث ذهبوا الى اثبات الكلام النفسي وليس في النفس غير العلم والترجي وغيرهما شيء يسمى بالكلام النفسي كما قيل :
ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا.
الأمر الثالث : في بيان الادلة التي ذكرت لاثبات الكلام النفسي وردها
__________________
(١) مجمع البحرين مادة رود