الاشارة بها الى معانيها فيصح أن يقال انها موضوعة للايجاد أي ايجاد الاشارة.
وأما وجه كون الوضع فيها عاما والموضوع له خاصا فلأن مصاديق الاشارة لا تناهي لها فالواضع يتصور الجامع بين تلك المصاديق ويضع اللفظ بازاء كل مصداق فالوضع عام والموضوع له خاص ولا فرق بين الموارد والمصاديق من حيث المعنى فان المشار اليه ربما يكون من الجواهر وربما يكون من الأعراض كما انه قد يكون المشار اليه ذات الواجب وقد يكون مصداقها الممكن وقد يكون من الامور المحالة وهكذا.
فنقول : الحق ان الجملات الانشائية والاخبارية موضوعة لابراز ما في النفس غاية الامر المبرز بالفتح يختلف فان الجملة الاخبارية موضوعة بحسب التعهد لابراز أن المتكلم في مقام الحكاية وبهذا الاعتبار يتصف الخبر بالصدق والكذب اذ لا اشكال في أن المتكلم في مقام الحكاية وانما الصدق والكذب يتحققان باعتبار مطابقة الحكاية مع الواقع فان طابق الخبر الواقع يكون الخبر صدقا وإلّا يكون كذبا.
وأما الجملة الانشائية فهي موضوعة لابراز ما في النفس من الاعتبار مثلا يعتبر البائع الملكية ويبرز اعتباره بقوله بعت ويعتبر المزوج الزوجية ويبرز اعتباره بقوله زوجت ويعتبر المولى اللابدية من الفعل في ذمة المكلف ويبرز اعتباره بقوله صل وهكذا وهكذا.
ولا يذهب عليك ان الجملة الانشائية وضعت لابراز الاعتبار أي ان الواضع تعهد انه كلما أراد ان يبرز الاعتبار يتكلم بهذه الجملة لكن الدواعي للابراز تختلف فربما يكون الداعي للابراز الاعتبار كاعتبار اللابدية وربما يكون الداعي التهديد وربما يكون الداعى التعجيز وهكذا.