وفي جميع هذه الصور اللفظ مستعمل في معناه وعلى طبق التعهد فلا يكون مجازا غاية الامر الدواعي تختلف كما ان الامر يكون في الجملة الخبرية كذلك فانها وضعت لابراز ارادة الحكاية والدواعي لهذا الابراز تختلف.
فتارة يكون الداعي الحكاية وأخرى يكون الداعي البعث نحو الفعل كما يقول المولى يعيد ويتوضأ الى غيرهما من الأمثلة ويكون داعيه البعث.
وربما يكون الداعي امرا آخر مثلا اذا قال المتكلم زيد كثير الرماد يكون داعيه في هذا الاخبار عن جود زيد ولذا يكون صدق خبره وكذبه بجود زيد وعدمه لا بكثرة الرماد وعدمها.
وربما يقال : ان الجملة الاخبارية وضعت للدلالة على النسبة الخارجية والجملة الانشائية وضعت لايجاد المادة ولكن مقتضى النظر الدقيق أنه لا تصح هذه المقالة فان الوضع كما سبق عبارة عن التعهد ولا مجال لأن يتعلق التعهد بالأمر غير الاختياري مثلا هل يمكن أن يتعلق تعهد الشخص بنزول المطر من السماء كلا ومن الظاهر ان دلالة شيء على شيء آخر ليس اختياره بيد شخص فكيف يتعهد الواضع أن يدل اللفظ على النسبة الخارجية مضافا الى أن المخاطب ربما يقطع بكذب الاخبار فكيف يدل الخبر على تلك النسبة الخارجية كما ان الجملة الانشائية لا توجد بها شيء لا في الخارج ولا في الذهن ولا في عالم الاعتبار فلا مجال لتعلق تعهد الواضع به فان الانشاء عبارة عن النشء والابراز أي الواضع يتعهد انه متى يكون في مقام ابراز ذلك الامر النفساني يبرزه باللفظ الفلاني فالنتيجة ان جميع جمل الخبرية والانشائية موضوعة لابراز ما في افق النفس وعلى هذا يكون الوضع في جميع الجملات عاما والموضوع له خاصا فان الواضع يتصور جميع الموارد بالعنوان العام ويضع اللفظ بازاء تلك المصاديق الكثيرة غير المتناهية فالوضع فيها عام والموضوع له فيها خاص فلا تغفل.