باب دفع الضرر المحتمل.
الخامس : ان العقاب والثواب من باب تجسم الاعمال فالعمل الحسن تكون نتيجته حسنا والعمل القبيح تكون نتيجته قبيحا «گندم از گندم برويد جو ز جو».
وفيه : اولا على القول بالجبر لا مجال للحسن والقبح وثانيا : انه على هذا المسلك لا مجال للعفو ولا مجال لخلق الجنة والنار ولا موضوع للشفاعة والالتزام بهذه اللوازم الفاسدة مخالف للضرورة وينافي الآيات والروايات والاجماع مضافا الى أن اشكال لغوية ارسال الرسل وانزال الكتب بحاله فلاحظ ، ويضاف الى جميع ذلك كله انه على القول بكون الارادة من الصفات الذاتية حتى بالنسبة الى ساحته المقدسة لا تصل النوبة الى اقامه الدليل على دفع الاشكال عن عقاب العاصي اذ على هذا المسلك الفاسد لا يكون قادرا مختارا فعالا لما يشاء اعاذنا الله من الزلل والعثرة بحق محمد وآله الطاهرين.
فالحق : ان الارادة من صفات الفعل بلا فرق بين الواجب والممكن فانه تعالى وتقدس فاعل مختار يفعل ما يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
وايضا : العباد في افعالهم مختارون وباختيارهم يصدر منهم الافعال وعليه لا يتوجه ، اشكال لا من ناحية المبدأ ولا من ناحية المنتهى.
ثم ان القائلين بالجبر استدلوا على مذهبهم الفاسد بوجوه :
الوجه الاول : ان كل فعل ما لم يجب لم يوجد ، استنادا الى القاعدة المشهورة المسلمة «ان الشيء ما لم يجب لم يوجد» وحيث ان فعل العبد امر ممكن يحتاج الى العلة وعلته الارادة فالفعل اما معلول للارادة الذاتية واما معلول للارادة الازلية ، فعلى كلا التقديرين يكون الفعل خارجا عن تحت اختيار العبد فيصح أن يقال ان افعال العباد جبرية.