طريقة معهودة مألوفة لا يلام من سلكها بل يذمّ من سلك غيرها من الطرق غير المتعارفة.
فإن قلت : بعد انسداد باب العلم بتفاصيل الشريعة يحكم العقل بلزوم الاحتياط وتحصيل العلم الإجمالي ، وعلى تقدير عدم إمكانه أو عدم لزومه بدليل يرجع إلى الظن ، فهذا يرجع إلى دليل الانسداد المعروف.
قلت : إنّ حكم العقل بالاحتياط مترتب على عدم وجود طريق معتبر هنا يرتضيه العقل والعقلاء ، وحيث كان الرجوع إلى خبر الثقة طريقا عقلائيا حكم العقل بمتابعته لم يوجد موضوع حكم العقل بالاحتياط.
فإن قلت : إنّ طريقة العقلاء بعد انسداد باب العلم هو الرجوع إلى الظن الفعلي ، ورجوعهم إلى أخبار الثقات أيضا من هذا الباب لأنّها تورث الظن الفعلي غالبا ، ولا نسلّم رجوعهم إلى خبر الثقة على تقدير حصول الظن الفعلي على خلافه من الشهرة ونحوها.
قلت : ليس الأمر كذلك بل طريقة العقلاء مستقرة على الرجوع إلى خبر الثقة الخبير في جميع أمورهم تعبدا عقلائيا ، بل النفوس كأنها مجبولة على ذلك (١).
ثم اعلم أنّه لا يبعد أن يدعى أنّ العمل بالشهرة أيضا طريقة العقلاء ، فبمقتضى الدليل المذكور تكون هي أيضا من الظنون الخاصة فتدبّر.
__________________
(١) أقول : الانصاف أنّ بناء العقلاء على العمل بالظن المطلق الفعلي في أمورهم ، نعم ربما كان بعضهم ممن يتهم في نفسه بالنسبة إلى رأيه وظنه نوعا فلذلك لا يعتمد على ظنه الفعلي بل يرجع إلى خبر الثقة.