كي لا تحتاج إلى إثبات واحد واحد من مقدمات الانسداد.
قوله : فنقول مستعينا بالله إنّ مسائل أصول الدين وهي التي لا يطلب فيها أوّلا وبالذات (١).
(١) اعلم أنّ المسائل الدينية منها ما يتعلق بأفعال الجوارح أوّلا فعلا أو تركا إلزاميا أو غير إلزامي ، ومنها ما يتعلق بأفعال القلب أوّلا ، والأول يسمى بالمسائل الفرعية ، والظاهر دخول الأفعال التي تجب في تحصيل مقدمات المسائل الأصولية مما يتعلق بالفحص عنها من تصفح كتب أهل العلم والدرس والتدريس ونحو ذلك في هذا القسم.
وأما الثاني فمنها ما يتعلق بالملكات النفسانية من مطلوبية التخلق بالأخلاق الحسنة والتخلي عن الأخلاق الرذيلة وهو علم الأخلاق ، ومنها ما يطلب فيه الاعتقاد والتدين والتشرع والإذعان وعقد القلب عليه والالتزام بالبناء عليه في القلب ، وهذا هو المسائل الأصولية تسمى بأصول الدين في الاصطلاح ، ومن المعلوم أنّ معنى التدين والالتزام أمر زائد على العلم ، فربما يعلم الشخص أمرا ولا يعقد قلبه عليه بل يبني على خلافه عنادا وجحودا أو لا يبني لا عليه ولا على خلافه.
ثم المسائل الأصولية منها ما يجب مطلقا فيجب على المكلف تحصيل مقدماته ، ومنها ما يجب مشروطا بحصول العلم به ، والقسمان وإن كانا من مسائل أصول الدين في الاصطلاح إلّا أنّ ما يكون منها أصلا للدين وعمادا له بحيث يكون المتصف به متدينا والفاقد له خارجا عن الدين هو القسم الأول ، وأما القسم الثاني فيمكن خلو المكلف عن الاعتقاد به لفقد شرطه مع أنّه متدين
__________________
(١) فرائد الأصول ١ : ٥٥٥.