حجيّة الظواهر
قوله : القسم الأول ما يعمل لتشخيص مراد المتكلّم عند احتمال إرادته خلاف ذلك (١).
(١) قد يكون احتمال إرادة خلاف الظاهر من جهة احتمال وجود القرينة المجهولة عند المحتمل ، وقد يكون الاحتمال مع القطع بعدم وجود القرينة واقعا
__________________
على ما سبق بيانه.
وكيف ما كان ، فالتحقيق أنّ الآيات الناهية لا تدل على حرمة العمل بالظن مطلقا حتى بالنسبة إلى حال الانسداد وبالنسبة إلى الظنون التي بناء العقلاء على اعتبارها ، لأنّها في مقام مذمّة أهل الكتاب وغيرهم بالعمل بالظن وتقبيحهم على ذلك بما هو مركوز في أذهان العقلاء ، ومن المعلوم أنّه لو كان هناك ظنّ يكون بناء العقلاء على متابعته لم يتوجّه على متابعته مذمّة وتقبيح يرتضيه العقلاء ، بل يظهر من سياقها المذمّة على متابعة الظنون الحاصلة من الأسباب غير المتعارفة العقلائية من مثل الخرص والتخمين والحدس والاستحسانات العقلية ، وبالجملة : العمل على الاجتهادات الظنية غير المتعارفة فلا تشمل مثل العمل بأوامر المولى ونواهيه بطريق قول الثقة وإخباره عن المولى بها ، نعم تشمل مثل الظن الحاصل من الرؤيا والاستخارة والرمل ونحوها مما لا يرتضيه عموم العقلاء ولا يعملون بتلك الطرق في تحصيل طالبهم.
(١) فرائد الأصول ١ : ١٣٥.